أمريكا وحلف الأطلسي: روسيا ما زالت تعزز قواتها حول أوكرانيا

قالت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الأربعاء، إن روسيا لا تزال تحشد قواتها حول أوكرانيا رغم تأكيد موسكو أنها تسحب قواتها.
وفي أوكرانيا، قالت الحكومة إن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف موقع وزارة الدفاع هو أسوأ هجوم من نوعه تشهده البلاد، مشيرة بأصابع الاتهام إلى روسيا التي نفت صلتها به.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تنسحب بعد تدريبات في المناطق العسكرية الجنوبية والغربية بالقرب من أوكرانيا، وهو جزء من تعزيزات عسكرية ضخمة ترافقت مع مطالب بضمانات أمنية واسعة النطاق من الغرب.
ونشرت الوزارة مقطعًا مصورًا قالت إنه يظهر دبابات ومركبات نقل أفراد ووحدات مدفعية تغادر شبه جزيرة القرم التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من أوكرانيا في 2014.
بيد أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن وحدات روسية رئيسة تتجه نحو الحدود وليس بعيدًا عنها.

وأضاف لتلفزيون (إم.إس.إن.بي.سي) “هناك فرق بين ما تقوله روسيا وبين ما تفعله. لم نر أي انسحاب لقواتها.. ما زلنا نرى وحدات مهمة تتحرك نحو الحدود وليس بعيدًا عنها”.
من ناحية أخرى، قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن تقدّم القوات والدبابات وتقهقرها ليس دليلًا على الانسحاب.
وأضاف للصحفيين، في مستهل اجتماع يستمر يومين لوزراء دفاع الحلف في مقره ببروكسل، “لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية وهذا بالطبع يتناقض مع رسالة المساعي الدبلوماسية. لا يزال يتعين أن نرى إن كان هناك انسحاب روسي. ما نراه هو أنهم زادوا عدد القوات وأن المزيد من القوات في الطريق”.
وقال ستولتنبرغ في وقت لاحق إن بإمكان حلف الأطلسي إثبات عدم سحب روسيا لقواتها بصور الأقمار الصناعية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لرويترز إن أحدث تقرير لمخابرات بلاده لم يظهر أي إشارة على الانسحاب الروسي. وأضاف إن القوة المشتركة للجيش الروسي والقوات الانفصالية الموالية لروسيا بالقرب من حدود أوكرانيا تبلغ حوالي 140 ألفًا.
وقال الكرملين إن تقييم الناتو خاطئ. وقال سفير موسكو في أيرلندا إن القوات في غرب روسيا ستعود إلى مواقعها المعتادة في غضون مدة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
وقال ستولتنبرغ إن القادة العسكريين لحلف الناتو سيضعون خططًا لوحدات قتالية جديدة يمكن نشرها في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا. ومثل هذه الوحدات موجود بالفعل في بولندا ودول البلطيق وهي مصممة لكسب الوقت إلى أن تصل قوات إضافية إلى خط المواجهة إذا لزم الأمر.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن بريطانيا ستضاعف حجم قوتها في إستونيا، وسترسل دبابات ومركبات قتالية مدرعة إلى جمهورية البلطيق الصغيرة المتاخمة لروسيا ضمن خطة انتشار حلف الأطلسي.
“لسنا خائفين وسندافع عن أنفسنا”
من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده “ليست خائفة” و”ستدافع عن نفسها” في مواجهة أي غزو روسي محتمل.

وقال زيلينسكي في ماريوبول، المدينة الواقعة في شرق البلاد قرب خط الجبهة مع الانفصاليين الموالين لروسيا والمدعومين منها “لسنا خائفين من أي تكهّن، ولسنا خائفين من أحد لأننا سندافع عن أنفسنا”.
وأضاف الرئيس الأوكراني: “لدينا قوات مسلحة ممتازة. نحن أقوياء لأننا معًا، نحن أوكرانيون”.
وحضر زيلينسكي في وقت سابق، الأربعاء، مناورات نفّذها جيشه قرب ريفنا في غرب البلاد واستخدمت فيها للمرة الأولى الأسلحة المضادة للدبابات التي سلمّها الغربيون لكييف.
وقال زيلينسكي مخاطبًا العسكريين “أشكركم على دفاعكم عن بلدنا. عندما أنظر إليكم، أشعر بالثقة”.
ويعبّر الغربيون منذ أسابيع عن قلقهم من خطر حصول غزو روسي وشيك بعدما حشدت موسكو أكثر من مئة ألف جندي عند الحدود الأوكرانية وأجرت تدريبات عسكرية عدة، في وضع متفجر تسبّب بأسوأ أزمة بين الغرب وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة.
وبعد أسابيع من التصعيد أعلنت روسيا التي تنفي أي خطط للهجوم على أوكرانيا، الثلاثاء والأربعاء سحب جزء من قواتها. إلا أن الغربيين يقولون إنه لم يروا ذلك على أرض الواقع.