بفارق ساعات.. جريمة قتل ثانية في الداخل المحتل وفلسطينيو 48 ضحية للعنف والإهمال

جريمة قتل ثانية خلال ساعات داخل أراضي الـ48 (مواقع)

لقي المحامي الفلسطيني حسين عوض (45 عامًا) من قرية المزرعة قرب عكا داخل أراضي عام 1948 (الخط الأخضر)، مصرعه الليلة الماضية، بجريمة إطلاق نار وقعت قرب مسجد في القرية.

وسبقت ذلك بفارق ساعات، جريمة إطلاق نار أخرى حدثت في مدينة يافا، وراح ضحيتها الشاب طاهر الشرفي (وهو في الثلاثينيات من عمره)، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

ويرتفع بذلك عدد ضحايا القتل في المجتمع العربي بالداخل المحتل (المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1948)، إلى 14 منذ بداية هذا العام، وفق هيئة البث الإسرائيلي.

كما أصيب 4 شبان بجروح، مساء أمس الجمعة، بجرائم إطلاق نار وأعمال عنف متفرقة في مدن كفر قاسم وباقة الغربية والطيبة وبئر السبع.

فقد أصيب شخص في كفر قاسم بجروح خطيرة من جراء تعرضه لإطلاق النار وهو يجلس في أحد المقاهي. وفي الطيبة انفجرت سيارة، مما أسفر عن إصابة شخص بجروح خطيرة.

وتشهد أراضي الداخل المحتل تصاعدًا في جرائم القتل مع استمرار فوضى السلاح المُسرّب من معسكرات جيش الإسرائيلي وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية.

وفي العام الماضي، كشف تحقيق لبرنامج “ما خفي أعظم” الذي يُبَثّ على قناة الجزيرة، وثائق وشهادات وتفاصيل حصرية تعرض لأول مرة عن ملف العنف والجريمة المنظمة داخل منطقة الخط الأخضر.

و”الخط الأخضر” اسم يطلق على الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967. ورغم تحفظات القانونيين فإن ذلك الاسم استُخدم في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وسبق أن قُتل العشرات من عرب 48 في إسرائيل بالرصاص عام 2021 معظمهم على أيدي مهاجمين مجهولين من داخل بلداتهم وقراهم، كما ارتفع معدل جرائم القتل إلى أكثر من مئة ضحية عام 2020.

 

وأصبحت حوادث إطلاق النار -التي غالبًا ما تكون مرتبطة بالجريمة والعصابات- قضية محورية بالنسبة للأقلية التي تشكل 21% من السكان في الداخل المحتل، وقد خرجت مظاهرات عديدة مندّدة بإهمال الشرطة.

ويتهم كثيرون الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس في حل جرائم القتل أو قمع الجريمة المنظمة في مدنهم وبلداتهم، لكنها تقول إنها تحقق في جميع حوادث إطلاق النار وتواصل عملها لجمع الأسلحة التي تقدر بنحو 500 ألف قطعة سلاح غير قانونية، وفقًا لبيانات صادرة عن الشرطة الإسرائيلية والكنيست (البرلمان).

ورغم ذلك فقد انتشرت الجريمة، وظل مرتكبوها يفلتون من العقاب عندما يكون الضحية من فلسطينيي 48، وتحول العرب في قراهم ومدنهم إلى رهينة للعنف والجريمة، علمًا بأن 90% من جرائم القتل لم يتم فك رموزها.

وقتل منذ انتفاضة القدس والأقصى عام 2000 ما يزيد على 1700 عربي، وسط فوضى السلاح وتقاعس سلطات إنفاذ القانون وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية مع عصابات الجريمة المنظمة التي تتغوّل وتسيطر على مفاصل حياة فلسطينيي 48، وفق تقارير سابقة.

وتحت “ذريعة مكافحة العنف والجريمة”، صعّدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ملاحقة عرب 48، ونفذّت خلال عام 2021 مئات المداهمات والاقتحامات لمنازل ومحال تجارية بالبلدات العربية، وصادرت ممتلكات بقيمة 300 مليون دولار، واعتقلت المئات بزعم ارتكابهم مخالفات اقتصادية وضريبية. ومن المتوقع أن تتصاعد هذه الحملة ويتم تكثيفها خلال العام الجاري.

المصدر : الجزيرة مباشر + هيئة البث الإسرائيلي + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان