الحدود الملتهبة.. قصف يستهدف مسؤولين أوكرانيين خلال زيارة لجبهة القتال (فيديو)

حشود عسكرية روسية متواصلة على الحدود مع أوكرانيا (رويترز)

تعرّض مسؤولون عسكريون وأمنيون أوكرانيون كبار لقصف أمس السبت، خلال جولة في جبهة الصراع مع الانفصاليين شرقي البلاد.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن المسؤولين “هربوا إلى ملجأ، قبل أن ينسحبوا من المنطقة”.

وأظهر مقطع فيديو لحظة سقوط قذائف بالقرب من وزير الداخلية الأوكراني ينيس موناستيرسكي، الذي أُجبِر على الاختباء لدى انفجار القذائف، بعد وقت قصير من إدلائه بتصريحات لوسائل إعلام دولية.

ولم يُسجَّل سقوط ضحايا جرّاء القذائف. وغادر الصحفيون والمسؤولون المكان بعد وقت قصير.

واتهم المتمردون المدعومون من موسكو -الذين يسيطرون على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك عند الحدود الروسية- الحكومة بالتخطيط لشن عملية تهدف إلى إخراجهم من المنطقة. لكنّ كييف تنفي الأمر وتتهم بدورها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برفع مستوى التوتر للتسبب بحادثة تبرر تنفيذ غزو.

من جهته، قال الجيش الأوكراني في بيان، إن قصفا في ساعة مبكرة من صباح السبت، أدى إلى مقتل جندي في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من منطقة دونيتسك.

وأكد البيان أن القوات الانفصالية كانت تضع قذائف مدفعية بمناطق سكنية، في محاولة لاستفزاز الجيش الأوكراني.

وفي وقت سابق السبت، أعلن انفصاليو دونيتسك ولوغانسك التعبئة العامة على خلفية التوتر العسكري في منطقة دونباس.

وجاءت التعبئة العامة وسط عملية إجلاء جماعي للنساء والأطفال وكبار السن من الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون إلى روسيا المجاورة.

أقاليم موالية لموسكو

على مدار 8 سنوات كان إقليم دونباس عنوانا للتوتر بين أوكرانيا وروسيا. وسلّط التصعيد العسكري الضوء من جديد على المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا، وهي ما تسمّى “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين” في دونباس، المعلنتين من جانب واحد جنوب شرقي أوكرانيا.

وقبل أيام، أعلن مجلس النواب الروسي (الدوما) إقرار مشروع قانون، ورفعه على الفور إلى الرئاسة (الكرملين) للتصديق، يقضي بالاعتراف -رسميا- باستقلال المنطقتين.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن مشروع الاعتراف “يعبّر عن رغبة ومزاج عام في روسيا ومجلس الدوما”، في إشارة إلى دعوات روسية سابقة على مستوى الأحزاب لتسليح “الجمهوريتين”، وضمّهما.

وتبلغ مساحة إقليم دونباس نحو 52.3 ألف كيلومتر مربع، وكان يوصف بـ”سلة الصناعة والغذاء” في أوكرانيا، لما فيه من ثروات طبيعية وصناعات ثقيلة ومساحات زراعية، إضافة إلى غناه بمناجم الحديد والفحم المستخدم في المصانع ومحطات توليد الطاقة والتدفئة، ويبلغ عدد سكانه نحو 4 ملايين، واللغة السائدة فيه هي الروسية.

واندلع الصراع المسلح في الإقليم بعد هروب الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا في فبراير/شباط 2014. وسرعان ما سيطر الانفصاليون على المقار الحكومية والمواقع العسكرية في المدن الرئيسية وغيرها، قبل أن يعلنوا من جانب واحد في 7 أبريل/نيسان 2014 عن قيام “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين”.

لم يعترف أي طرف بهاتين “الجمهوريتين” لكنهما طمحتا سريعا إلى عضوية الاتحاد الروسي، وحاولتا الوحدة بينهما باسم “روسيا الجديدة” كما سعتا إلى الاستحواذ على مناطق أوكرانية أخرى شرقي البلاد.

وشكلت كييف آنذاك ما عُرف بـ”عملية مكافحة الإرهاب”، واستطاعت بعد شهور استعادة مدن عدة رئيسة سيطر عليها الانفصاليون (سلافيانسك، كراماتورسك، ماريوبول).

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان