“حرب ستشكل نظاما عالميا جديدا”.. واشنطن بوست: لماذا تجرّأ بوتين على غزو أوكرانيا؟

متظاهر أوكراني يحمل ملصقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كتب عليه "أوقفوا الحرب ، أوقفوا بوتين" (غيتي)

عندما بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه الشامل لأوكرانيا أمس الخميس أنهى فعليًّا حقبة ما بعد الحرب الباردة، بحسب مقال رأي للكاتب ديفيد إيغانشيوس في صحيفة واشنطن بوست.

وينبغي منذ هذه اللحظة إقامة بنية جديدة للعلاقات العالمية التي ستعتمد ملامحها على نجاح حملة بوتين الوحشية أو فشلها، وفقًا لتعبير الكاتب.

وشبّه الكاتب الأمريكي الهجوم الروسي على أوكرانيا بذلك الذي شنه أدولف هتلر على تشيكوسلوفاكيا عام 1939، لكنه يرى أن بوتين لا يشبه هتلر -حتى الآن- إلا أنه يشاركه هاجسًا مشابهًا يتعلق بتصفية الحسابات بالقوة العسكرية.

ومع غزوه غير المبرر، حطم بوتين القواعد القانونية الدولية التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية، جنبًا إلى جنب مع النظام الأوربي الذي أعقب الحرب الباردة. و”هذا البناء القديم كان يتزعزع، وكان من المقرر استبداله في النهاية” بحسب الكاتب.

وخلص الكاتب إلى أن الهجوم على أوكرانيا سيحدد شكل النظام الجديد القادم: فإذا خسر بوتين معركته لإخضاع أوكرانيا، فسيكون للنظام الجديد أساس متين وواعد، أما إذا فاز بوتين، فإن الحقبة الجديدة ستكون “خطيرة للغاية بالفعل”.

لماذا تجرّأ بوتين؟

أما الكاتب مارك ثيسين فقد قال بمقال في نفس الصحيفة إن الرئيس الروسي تجرأ على شن غزوه الشامل لأوكرانيا لأنه يؤمن بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان يخدعه عندما هدد بعواقب وخيمة.

فلم يقتصر فشل الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو (حلف شمال الأطلسي) في طرد موسكو من شبكة التحويلات المصرفية التي تستخدمها جميع المؤسسات المالية الكبرى تقريبًا لتحويل الأموال والتي من شأنها استبعاد روسيا فعليًّا من الاقتصاد العالمي، بل فشل بايدن أيضًا في معاقبة أهم صادرات بوتين: النفط والغاز الطبيعي. وعلى العكس من ذلك، أعلن بايدن أنه صمّم العقوبات على وجه التحديد “للسماح بمواصلة مدفوعات الطاقة”.

وراهن بوتين على أن بايدن لم يكن على استعداد للمخاطرة بفرض عقوبات على صادراته المربحة من الطاقة، وبالتالي رفع أسعار الطاقة للمستهلكين الأمريكيين قبل أشهر فقط من انتخابات التجديد النصفي، وقد ربح هذا الرهان، وفق تعبير الكاتب.

المصدر : واشنطن بوست

إعلان