أزمة روسيا وأوكرانيا.. ألمانيا وبريطانيا ترسلان قوات ومسؤول أوربي: نعيش اللحظة الأكثر خطورة على أمننا

وصول القوات الأمريكية إلى بولندا (رويترز)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في بداية محادثاتهما في الكرملين، اليوم الإثنين، إنه يسعى إلى تجنب الحرب وبناء الثقة.

ويرسم ماكرون لنفسه صورة الوسيط المحتمل في أزمة أوكرانيا، في وقت تشكك فيه باريس في توقعات واشنطن ولندن وعواصم غربية أخرى بأن هجومًا روسيًّا على أوكرانيا بات وشيكًا.

كما أبلغ ماكرون -وهو أكبر زعيم غربي يزور موسكو منذ أن بدأت روسيا حشد قواتها على حدود أوكرانيا- الرئيس الروسي بأنه يسعى للحصول على رد مفيد “يتيح لنا بالتأكيد تجنب الحرب وبناء لَبِنات الثقة والاستقرار والشفافية”.

من جانبه، قال بوتين إن روسيا وفرنسا “لديهما قلق مشترك إزاء ما يحدث على الصعيد الأمني ​​في أوربا”.

وأضاف “أرى حجم الجهود التي تبذلها القيادة الحالية لفرنسا والرئيس شخصيًّا لحل الأزمة المتعلقة بتوفير الأمن بالتساوي في أوربا في سياق يراعي الأبعاد التاريخية”.

ونشرت روسيا ما يزيد على 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وتنفي التخطيط لغزو، لكنها تقول إنها مستعدة للقيام “بإجراءات عسكرية فنية” غير محددة إذا لم تتم تلبية مطالبها التي تتضمن تعهد حلف شمال الأطلسي بعدم قبول عضوية أوكرانيا مطلقًا وسحب بعض القوات من شرقي أوربا.

وترفض واشنطن هذه المطالب وتصفها بأنها مستحيلة، لكنها تقول إنها مستعدة للحديث عن الحد من التسلح وخطوات بناء الثقة، وهي أمور تقول موسكو إنها بعيدة عن صميم ما ترغب في بحثه.

ماكرون خلال لقائه بالرئيس الروسي بوتين في موسكو (رويترز)

إرسال قوات

وقبل أيام، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بنشر ما يقرب من 3 آلاف جندي أمريكي في بولندا ورومانيا لتوفير حماية أفضل للجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

كما أعلنت ألمانيا، اليوم الإثنين، أنها ستنشر 350 جنديًّا في ليتوانيا لتعزيز مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي هناك.

كما أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي ماريوش بلاشتشاك، الإثنين، أن بلاده سترسل 350 عسكريًّا إضافيًّا إلى بولندا للمساهمة في تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

وقال والاس إن هؤلاء الجنود سينضمون إلى نحو 100 مهندس عسكري كانت بريطانيا أرسلتهم لمواجهة تدفق المهاجرين على الحدود البولندية مع بيلاروسيا، لافتًا إلى أن انتشارهم يهدف “لإظهار أنه بوسعنا العمل معًا وإرسال إشارة قوية مفادها أن بريطانيا وبولندا تقفان جنبًا إلى جنب”.

وأوضح الوزير البولندي “بناءً على التجربة التاريخية، نرى أن سياسة الردع الحاسمة هي فقط التي قد توقف أيّ عدوان روسي محتمل، وبناءً على التاريخ نفسه، نرى أن سياسة التهدئة لا تسهم إلا في تشجيع الأعداء المحتملين”.

“اللحظة الأكثر خطورة”

وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في واشنطن، الإثنين، إن أوربا تعيش “اللحظة الأكثر خطورة” على أمنها منذ انتهاء الحرب الباردة حتى لو بقي “ممكنًا” التوصل إلى “حل دبلوماسي” مع روسيا.

وردًّا على سؤال بشأن تحذيرات الولايات المتحدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا، قال بوريل “أنا أتشارك معها القلق الشديد” من هذا التهديد.

وتابع “برأيي، نحن نعيش اللحظة الأكثر خطورة على أمننا منذ انتهاء الحرب الباردة”.

وأوضح “لا أحد يحشد 140 ألف جندي مدججين بالسلاح على حدود بلد ما” دون أن “يمثّل ذلك تهديدًا جدّيًا”، في تقدير لعدد الجنود الروس المنتشرين على الحدود الأوكرانية يزيد على الأرقام التي كشفتها بيانات حديثة لمسؤولين أمريكيين أفادت بوجود 110 آلاف جندي روسي على هذه الحدود.

وقال بوريل “تمّ حشد 140 ألف جندي على الحدود، ليسوا هناك لاحتساء الشاي!”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان