الاستخبارات ترجح هجوما وشيكا.. أوكرانيا تبلغ وكالة الطاقة الذرية فقد الاتصال مع تشيرنوبل

أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها فقدت الاتصال بمنشآت النفايات المشعة في تشيرنوبل المجاورة لمحطة الطاقة المعطوبة في موقع الحادث النووي الأسوأ في العالم الذي وقع عام 1986. ويقع هذا الموقع الآن تحت سيطرة القوات الروسية.
وعصر اليوم الجمعة، أعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن الروس سمحوا لخبراء من بيلاروسيا بدخول محطة تشيرنوبل ومنعوا فرق صيانة أوكرانية، وأن محطة تشيرنوبل منفصلة تمامًا عن أنظمة مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورجّحت الاستخبارات الأوكرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضّر لهجوم “إرهابي” على محطة تشيرنوبل وتحميل مسؤوليته لأوكرانيا.
منشأة نووية أخرى تضررت
وفي هذا السياق أيضا ذكرت هيئة الرقابة النووية الحكومية الأوكرانية أن مركزا للأبحاث النووية بمدينة خاركيف شرق أوكرانيا يتعرض لإطلاق النيران مجددا.
وأضافت الهيئة أن المنشأة الآن من دون كهرباء وأن هناك أضرارا سطحية في المبنى، وأن الهيئة تحاول الآن تحديد طبيعة العواقب التي ربما تكون قد حدثت.
ويضم معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا مفاعلا للأبحاث يعتمد على اليورانيوم المنخفض التخصيب، ووفقا للجمعية الألمانية لأمن المفاعلات، فقد تم إغلاق مفاعلين أوكرانيين للأبحاث (الثاني يقع في كييف) بالفعل في نهاية فبراير/ شباط الماضي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن النيران اشتعلت في العديد من الغرف، في سكن للطلاب نتيجة للقصف، وذكر التقرير أنه لم يصب أحد.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اتهم روسيا في الرابع من الشهر الجاري بقصف محطة (زابوريجيا) للطاقة النووية، ورفضت روسيا اتهامات زيلينسكي، ثم أعلنت القيادة العسكرية الروسية السيطرة الكاملة على المحطة في وقت لاحق.
موسكو وكييف “مستعدتان” للتعاون
وأمس الخميس أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنّ موسكو وكييف “مستعدتان” للتعاون مع الوكالة لضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية التي تواجه مخاطر متزايدة بسبب النزاع العسكري الدائر منذ أن بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أسبوعين.
وأتى هذا الإعلان في وقت أعلنت فيه كييف أنّها “فقدت كلّ اتّصال” بمحطة تشيرنوبل للطاقة النووية، بحسب الوكالة التابعة للأمم المتحدة.
وقال غروسي للصحفيين في فيينا لدى عودته من أنطاليا حيث عُقدت محادثات منفصلة مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا إنّ “هدفي الأول كان إقامة حوار مباشر على مستوى عالٍ جدا”.
وأضاف أن “الطرفين مستعدّان للعمل والنقاش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيرًا إلى أن الاجتماعات التي عقدها في أنطاليا كانت “مثمرة ولكنها غير سهلة”.
وكان غروسي قد عرض في البدء التوجّه إلى تشيرنوبل، حيث وقع في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، لبحث سبل ضمان أمن المواقع النووية الأوكرانية لكن عرضه قوبل بالرفض.
وضع “مروّع”
وحذّر المدير العام من أن الوضع الميداني “مروّع”، في إشارة إلى الحوادث التي تتزايد يومًا بعد يوم في المواقع النووية الأوكرانية.
وشدّد غروسي على الحاجة الملحّة إلى التوصّل “لاتّفاق على إطار عمل مشترك لتعزيز أمن المنشآت النووية” في أوكرانيا، البلد الذي يمتلك 15 مفاعلًا نوويًّا والعديد من مستودعات النفايات الذرية.