ماكرون يعرض برنامجه الانتخابي ويعد بفرنسا “أكثر استقلالية”

وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتصدّر سباق الانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان لدى عرض برنامجه الانتخابي يوم الخميس بـ”أمّة فرنسية أكثر استقلالًا”، ولا سيما على الصعيد العسكري للدفاع عن فرنسا في وجه “الأزمات المستقبلية”، في وقت تطغى الحرب في أوكرانيا على الحملة.
ودعا ماكرون خلال مؤتمر صحفي في باريس استمر 4 ساعات إلى “أمة أكثر استقلالًا في أوربا أقوى”، متعهدًا بـ”الاستثمار بكثافة” في قطاعي الزراعة والصناعة.
وقال في كلمته التمهيدية “مجتمعاتنا مضطرّة إلى معايشة عودة الأزمات وعودة الحرب إلى قارّتنا”.
وتعهّد ماكرون برفع سن التقاعد وخفض الضرائب وتخفيف قواعد سوق العمل إذا فاز بولاية ثانية.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه من المرجّح فوز ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات، وأن يهزم أي منافس في جولة الإعادة، مع إشادة الناخبين بجهوده الدبلوماسية قبل الحرب الأوكرانية وخلالها.
وقال ماكرون “نحن عند مفترق طرق حيث يمكننا إحداث فرق حقيقي”، مسلطًا الضوء على الحرب الدائرة عند تخوم الاتحاد الأوربي، والتحدي العالمي لمواجهة تغيّر المناخ.

لكن تأكيد برنامجه المؤيد لتشجيع الأعمال التجارية لا يخلو من المخاطر حيث تشعر الأسر الفرنسية بضغوط ارتفاع الأسعار، غير أن ماكرون قال إنه يريد قيادة عملية شاملة لإعادة تشكيل الاقتصاد.
وعود وتطلعات
وفي معرض إعلانه عن برنامجه الانتخابي بالتفصيل لأول مرة، قال ماكرون إنه سيرفع سن التقاعد من 62 إلى 65 عامًا، وسيخفض الضرائب بواقع 15 مليون يورو سنويًا، وسيجعل بعض الإعانات مشروطة بالعمل المجتمعي، وسينفّذ إصلاحات في برنامج التأمين ضد البطالة لدفع الناس للعودة إلى سوق العمل.
وأضاف “من الطبيعي تمامًا، خاصة عندما تفكّر في حالة الخزانة العامة، أن نعمل أكثر”.
وتابع قائلًا إن جعل فرنسا دولة أكثر اعتمادًا على نفسها ولديها اكتفاء ذاتي سيكون هدفًا رئيسًا، مع بداية رسم ملامح برنامجه، بمقترحات تنوّعت بين ضخ “استثمارات ضخمة” لتحقيق الاستقلال الصناعي والزراعي لفرنسا، والمضي قدمًا في بناء المزيد من المفاعلات النووية وتعزيز قوة الجيش.
وأشار ماكرون إلى إنه يريد بناء ما وصفه “بميتافيرس أوربي” لمنافسة كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، ولجعل القارة الأوربية أكثر استقلالًا في هذا المجال أيضًا.
كما تعهّد الرئيس البالغ من العمر 44 عامًا والذي من المرجّح أن يواجه خصمًا يمينيًا متطرفًا أو محافظًا في جولة الإعادة بأن يكون أكثر صرامة فيما يتعلق بفرض القانون والنظام، بما يشمل نشر المزيد من قوات الشرطة في الشوارع، وتشديد الشروط المطلوبة أمام الراغبين في الإقامة لمدة طويلة، وتسهيل عملية ترحيل الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ماكرون سيحصل على 31% تقريبًا من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات بعدما كانت 25% في الشهر الماضي.