واشنطن تعلّق على زيارة الأسد إلى الإمارات

أعلنت واشنطن، السبت، أنها تشعر “بخيبة أمل عميقة وقلق” بسبب زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الجمعة، إلى الإمارات، وهي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
فبعد عقد من الانقطاع الكامل لجميع العلاقات بينه وبين العالم العربي، يبدو الأسد بهذه الزيارة قد خطى خطوة إضافية نحو تطبيع العلاقات بين دمشق وبعض دول المنطقة من بينها الإمارات، حليفة الولايات المتحدة في الخليج.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس “نشعر بخيبة أمل عميقة وبقلق بسبب هذه المحاولة الواضحة لشرعنة بشار الأسد”.
وأضاف أن الأسد “لا يزال مذنبًا ومسؤولًا عن موت عدد لا يُحصى من السوريين ومعاناتهم وتشريد أكثر من نصف الشعب الذي كان موجودًا قبل الحرب، وكذلك عن الاعتقال التعسفي وإخفاء أكثر من 150 ألف رجل وامرأة وطفل”.
وتابع برايس “نحث الدول التي تعتزم إجراء حوار مع نظام الأسد على النظر بجدية إلى الفظائع التي ارتكبها النظام”.
وقالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (ميتشيل تايلور) في تغريدة عقب الزيارة “تدين الولايات المتحدة بشدة الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد والجناة الآخرين الموثقة في أحدث تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا. سنواصل دعم جهود المساءلة ذات الأهمية الحاسمة لتحقيق سلام دائم في سوريا”.
The U.S. strongly condemns the atrocities committed by the Assad regime and other perpetrators documented in the most recent @UNCOISyria report. We will continue to support accountability efforts critical to lasting peace in Syria. #noimpunity https://t.co/3N24aLvxfF
— Ambassador Michèle Taylor (@USAmbHRC) March 18, 2022
من جهته، قال الائتلاف الوطني السوري في بيان إنه “يعتبر استقبال الإمارات لمجرم الحرب بشار الأسد سابقة خطيرة، وخروجًا عن قرارات الجامعة العربية، وخرقًا للعقوبات الدولية، ومكافأة له على جرائمه، واستخفافًا بدماء مليون شهيد سوري”.
وأشار الائتلاف إلى أن الزيارة تتزامن مع ذكرى انطلاق الثورة السورية “مما يزيد في عدم تقدير إرادة الشعب السوري ولا تضحياته الغالية على مدى 11 سنة ماضية في صراعه مع النظام المجرم ورعاته، ولم نكن ننتظر من أي دولة شقيقة احتضان هذا المجرم أو إعادة تدويره”.
وجاءت زيارة الأسد إلى الإمارات في وقت تواصل روسيا -حليفة نظام الأسد التي تقيم علاقات قوية مع أبو ظبي- هجومها على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط.
روسيا وسوريا ودول الخليج
وكانت جامعة الدول العربية قد علّقت عضوية سوريا بعد اندلاع الثورة السورية قبل 11 عامًا.
وفي فبراير/شباط 2012، أعلنت الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي سحب سفرائها من سوريا، مستنكرة في بيان مشترك “المجزرة الجماعية” التي ارتكبتها السلطات السورية.
لكن في نهاية 2018، أعادت أبو ظبي فتح سفارتها في دمشق، بينما لا تزال مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية موضع خلاف.
وتتخذ الإمارات مواقف مختلفة عن دول المنطقة، لا سيما بعدما طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020، وأيضًا عبر الإعلان مؤخرًا عن تقاربها مع روسيا في خضم حربها على أوكرانيا.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التقى وزير الخارجية الإماراتي الأسد بالعاصمة دمشق في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع إلى سوريا منذ بدء النزاع.
وأثارت هذه الخطوة تنديدًا أمريكيًا بجهود تطبيع العلاقات مع رئيس تصفه واشنطن بأنه “ديكتاتور”.