أردني في أوكرانيا يوجه نداء عبر الجزيرة مباشر.. وطلاب عرب وهنود يروون معاناتهم خلال رحلة الهروب (فيديو)

طلاب عرب وهنود يروون معاناة الخروج من أوكرانيا (أسوشيتد برس)

تُشكل عملية الفرار من أوكرانيا في ظل الحرب الروسية الدائرة هناك عائقًا كبيرًا أمام مواطني دول أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، إذ كشفت تقارير عن تعرّضهم لممارسات عنصرية تعكس سوء المعاملة.

وبينما تعمل القطارات والحافلات على مدار الساعة لنقل الطلاب الأجانب والعمال إلى بولندا والمجر ورومانيا إلا أن الأولوية المطلقة للمواطنين الأوكرانيين.

وقال الطالب الأردني عمار خالد لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، الثلاثاء، إن الطلاب العرب المقيمين في مدينة سومي لم يتمكنوا من المغادرة بسبب إغلاق المدينة بالكامل.

وأضاف “كل من يحاول بشكل فردي الخروج من المدينة يتم إطلاق النار عليه مما أدى إلى وفاة زوجة صديق لنا، حتى الهلال الأحمر لم يتمكن من مساعدتنا”.

وتابع “هناك نقص كبير في المواد الغذائية ولا يمكننا الخروج أغلب الوقت من منازلنا، وعلى الرغم من التواصل مع السفارات فقد أكدوا لنا أنه يصعب إجلاؤنا حاليًا”.

وناشد عمار -عبر الجزيرة مباشر- المسؤولين توفير طريق آمن للخروج من أوكرانيا قبل أن يتعرضوا لأي مكروه.

طلاب عرب وآسيويون يروون معاناتهم مع محاولات الخروج من أوكرانيا (AP)

وفي السياق، أكد الطالب اليمني أحمد مغني (22 عامًا) خلال مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس أنه سيبقى في أوربا كون بلاده تعيش أيضًا حالة حرب.

وكان مغني يدرس الأمن السيبراني والإلكترونيات اللاسلكية في خاركيف، ثاني كبرى المدن في أوكرانيا التي تعرضت للهجمات الروسية.

من جهتها، تحدثت فاطمة عروسوفي طالبة الهندسة المعمارية في خاركيف عن أوضاع الطلاب المغاربة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها كييف، وقالت “حرس الحدود الأوكرانيون ضربوا صديقي على رأسه وساقه وتم نقله إلى أحد المستشفيات في أوكرانيا”.

وتمكّن أحمد إبراهيم (23 عامًا) -وهو طالب مصري- من دخول بولندا مع قطته لكن بعدما أصيب بالإعياء والمرض.

وتساءل في تصريحات للوكالة الأمريكية “ماذا أفعل الآن؟ درست الطب لمدة 5 سنوات ولم يتبق سوى عام واحد على التخرج؟ أين أذهب؟ وماذا أفعل في مستقبلي؟”.

طالبان هنديان يلتقطان صورًا داخل مخيم للاجئين في بولندا (AP)

وفي مشهد آخر، أتى طالب باكستاني من مدينة لفيف غربي أوكرانيا وهو يرتعش من البرد باحثًا عن أي وسيلة للوصول إلى ألمانيا مجانًا، إذ لا يمتلك أي أموال.

ووفقًا لأسوشيتد برس، تمكّن الطالب الباكستاني من الاقتراب من الحدود الألمانية بعدما عرض عليه أحد المتطوعين نقله إلى مدينة كراكوف البولندية قرب الحدود الألمانية مجانًا.

وعلي هذا النحو، قال جيهان يلدراي (26 عامًا) من تركيا “مر الأوكرانيون عبر نقاط التفتيش الحدودية بسهولة أكبر، ورأيت أشخاصًا ذوي بشرة سمراء ومن أصول عربية يتعرضون للضرب على أيدي حراس أوكرانيين”.

ونقلت أسوشيتد برس عن بعض الطلاب الهنود معاناتهم التي وصلت إلى حد استخدام القوة الجسدية عند التعامل معهم داخل مراكز اللجوء في العاصمة الرومانية بوخارست.

وقال كمال ثاكور (34 عامًا) من منطقة البنجاب في الهند “الحراس الأوكرانيون يهددون الهنود ويضربونهم أحيانًا بالعصي”.

وأضاف “يتعاملون معنا بطريقة سيئة لأننا هنود، وقالوا إن رئيس وزرائنا موالٍ لروسيا وليس مواليًا لأوكرانيا”.

وتروي الطالبة الهندية (كانيكا أجنيهوتري) معاناتها قائلة “مشيت 6 ساعات دون طعام إلى معبر شيهيني الحدودي، وتعمّد الحراس الأوكرانيون إهانتي والتعامل معي بقسوة أنا والعديد من الطلاب الهنود الآخرين”.

وأكدت أن مجموعتها انتقلت لاحقًا إلى معبر حدودي آخر حيث عوملوا بشكل جيد، مشيرة إلى أن المسؤولين في بولندا حرصوا على تقديم المساعدة لهم.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الهندية وفاة طالب هندي خلال عمليات القصف التي تتعرض لها مدينة خاركيف شرقي أوكرانيا.

وجدد المتحدث باسم الوزارة (أريندام باتشي) على تويتر المطالبة بإقامة ممر آمن لإجلاء الآلاف من الرعايا المحاصرين في مناطق العمليات الحربية.

وقال إن الوزارة استدعت سفيري روسيا وأوكرانيا “لتجديد المطالبة بتوفير ممر آمن على وجه السرعة للرعايا الهنود الذين ما زالوا في خاركيف ومدن أخرى تتعرض للهجوم”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توضح ممارسات غير لائقة وغير إنسانية تعرّض لها الطلاب العرب والأفارقة خلال رحلة الخروج من أوكرانيا.

بدوره، صرّح سفير بولندا لدى الأمم المتحدة كرزيستوف شتشيرسكي بأنه “تم قبول اللاجئين القادمين من أوكرانيا ويمثلون 125 دولة كانت الغالبية العظمى منهم أوكرانيون بطبيعة الحال”.

في حين أوضح مسؤولون بولنديون أن من بين اللاجئين 100 مواطن على الأقل ينتمون إلى أوزبكستان ونيجيريا والهند والمغرب وكازاخستان وباكستان وأفغانستان وبولندا وبيلاروسيا وإيران وتركيا والجزائر.

وأصبحت مدينة برزيميسل البولندية نقطة التوقف الأولى التي يمر بها لاجئو الحرب طلبًا للمساعدة لحين العودة إلى بلادهم.

ويأتي الطلاب العرب ضمن هؤلاء اللاجئين حيث يبحث أغلبهم عن فرص دراسة في دول أوربية أخرى بدلًا من العودة إلى بلدانهم الأصلية.

وأدان الاتحاد الأفريقي “المعاملة العنصرية” للدول الأوربية لمواطني بلدانه المقيمين في أوكرانيا والراغبين في الفرار منها على خلفية التدخل العسكري الروسي.

ورفض الاتحاد في بيان، مساء الإثنين، تلك الممارسات التي يواجهها الأفارقة عند محاولتهم الفرار من أوكرانيا عبر المنافذ الحدودية البرية، ووصفها بأنها “غير مقبولة وتنتهك القانون الدولي”.

وشدد على أن القانون يمنح جميع الأشخاص على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم “حق الفرار” من أي دولة في حالة حرب.

طلاب أفارقة يحاولون الفرار من أوكرانيا إلي دول أوربية مجاورة (AP)

من جانبها، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الثلاثاء، أن أكثر من 660 ألف شخص فروا بالفعل من أوكرانيا إلى الدول المجاورة منذ بدء الهجوم الروسي الخميس الماضي.

وقدّرت الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 4 ملايين لاجئ يمكن أن يغادروا أوكرانيا في حال استمرت الحرب الروسية عليها.

وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان