تحليل أمريكي يقدم خطوات الاستعداد لـ”حرب رقمية”

أشخاص فروا من الحرب في أوكرانيا يأوون إلى قاعة بفندق في رومانيا (رويترز)

قدم تحليل نشره معهد بروكينغز الأمريكي “دليلا موجزا للنجاة من الحرب الرقمية”، يتضمن عدة خطوات قال إن على الناس اتخاذها تحسبًا لتعطيل كبير للتقنية قد يصيب العالم نتيجة كارثة أو حرب.

وبحسب كاتب التحليل فإن الأحداث الأخيرة تمثل “دعوة للاستيقاظ” حول الحاجة خلال الفترة الحالية للاستعداد لما هو غير متوقع والتفكير في استراتيجيات البقاء، إذ يمكن أن تكون الحرب -خاصة عندما تشارك فيها دول قوية- معطّلا هائلا للتقنية ويجب على الجميع توقع تداعيات ذلك على المال والغذاء والدواء ونظم المعلومات.

فقد اعتدنا جميعًا في هذا العصر الرقمي على الوصول الجاهز إلى المعلومات، والأجهزة الرقمية في كل مكان، والقدرة على شراء السلع والخدمات عبر الإنترنت متى أردنا وتسلّمها في منازلنا في غضون ساعات. لكن اندلاع الحرب في أوكرانيا والاضطراب الدراماتيكي للحياة المدنية يذكرنا بالاستعداد لسيناريوهات قد لا تتوفر فيها وسائل الراحة الرقمية الحالية.

النقد

إن السمة الرئيسية لنظامنا المعاصر هي انتشار الأجهزة المحمولة وسهولة الوصول إلى المدفوعات الإلكترونية، وتوفر بطاقات الائتمان وأنظمة الدفع الرقمية. ومع ذلك، يجب أن يدرك الناس أن جزءًا كبيرًا من الحرب في القرن الحادي والعشرين يقوم على العنصر الرقمي.

ورغم أن التغطية الإعلامية تركز على الدبابات والقوات والصواريخ، فإنه من المرجح جدا احتواء الحرب المعاصرة على مكون رقمي يعطل أجهزة الصراف الآلي واتصالات البريد الإلكتروني وشبكات الطاقة والمعاملات الرقمية. وفي هذه الحالة، من المهم الاحتفاظ بإمدادات نقدية جاهزة في حالة تعطل النظام المصرفي أو التجارة الإلكترونية.

الطاقة البديلة

في العصر الرقمي، ننسى أحيانًا مدى اعتماد وجودنا على البنية التحتية الحيوية التي تدعمها المكونات الرقمية، ونأخذ الشبكات الكهربائية كأمر مسلم به لأننا نستخدمها لمشاهدة الأخبار وإعادة شحن هواتفنا وتشغيل أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

ولكن في حال نشوب أعمال عدائية مسلحة يمكن أن تتعطل شبكات الكهرباء دون إرسال أي قوات، والآن وبعد أن غزت روسيا أوكرانيا وهددت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، يجب أن نفهم أن الحرب الإلكترونية يمكن أن تشكل مخاطر بعيدة المدى.

فمن المحتمل ألا يكون هناك جندي روسي واحد على الأراضي الأمريكية، ولكن هذا لا يعني أن الشبكة الكهربائية والبنية التحتية هناك ستظل آمنة، على حد قول كاتب التحليل.

ولذلك فقد دعا إلى ضرورة وجود ألواح شمسية لإعادة شحن الهواتف المحمولة ومولدات محمولة لتشغيل الأجهزة المنزلية كمخطط أساسي في الحالات التي تكون فيها الهجمات الإلكترونية حقيقية ومهددة.

تأمين الوثائق القيّمة

تسلط أزمة اللاجئين في أوكرانيا الضوء على الحاجة إلى عناصر البقاء على قيد الحياة والأوراق الأساسية مثل جوازات السفر وشهادات الميلاد والزواج والوثائق المالية والسجلات الطبية وبطاقات الهوية وما إلى ذلك.

ويقترح الخبراء إعداد حقيبة سفر أو حقيبة ظهر رقمية تحتوي على أدوات للبقاء على قيد الحياة بالإضافة إلى الأوراق والوثائق والشهادات والصور القيّمة.

الأغذية والأدوية والاحتياجات الأساسية

في أثناء الحروب أو الأعمال العدائية المسلحة، لا ينبغي للناس أن يفترضوا وجود إمدادات جاهزة وغير منقطعة من الغذاء والدواء. فكما اكتشفت الولايات المتحدة في الأيام الأولى لوباء كورونا أنه يتم تصنيع العديد من أدويتها وإمداداتها في الصين، وفي حال انتشار الصراع خارج أوكرانيا، فلا ينبغي للأمريكيين افتراض وجود جداول إنتاج وسلاسل توريد طبيعية.

وبالتالي ينبغي الاعتماد على المنتجين المحليين والمصادر القريبة لبيع الأغذية الأساسية مثل اللحوم والبيض والفواكه والخضراوات، وبالتالي على سكان المدن تكوين صداقات مع المنتجين المحليين، كما ينصح به كاتب التحليل.

الاستعداد للاضطراب السياسي

من الجائز جدا أن تكون للحرب عواقب سياسية داخلية مفاجئة، إذ يمكنها إعادة تعريف الأجندة الوطنية، وتوليد تحولات في التحالفات السياسية، وتحوّل الأشخاص الذين كانوا متعادين في السابق للالتقاء معًا من أجل قضية مشتركة.

وعلى الجانب الآخر يمكن للحرب توليد الانقسام وخلق مستويات عالية من الاستقطاب السياسي؛ إذ لا ينبغي أن نتوقع أن تكون السياسة الداخلية هادئة عندما يكون هناك عدوان مسلح وجغرافيا سياسية معقدة. وفي مثل هذه الأوقات، يجب أن يتوقع الناس ما هو غير متوقع وألا يفاجؤوا بالتطورات السياسية الواسعة النطاق.

المصدر : بروكينغز

إعلان