خبير عسكري: أوكرانيا تحولت إلى مأزق لبوتين وقد يلجأ لهذا الخيار لحسم المعركة (فيديو)

قال الخبير العسكري والاستراتيجي إلياس حنا إن الحرب الروسية على أوكرانيا تحوّلت إلى مأزق عسكري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه لا يمكن لأي طرف من الطرفين أن يغيّر كثيرًا على الأرض، مؤكدًا أن روسيا قد تلجأ للحرب الشاملة والمدمرة لحسم المعركة.

وأضاف حنا خلال مشاركته في (المسائية) على الجزيرة مباشر، اليوم الأحد، أن الكثير من محطات هذه الحرب يكتنفها الغموض، وأن الأمور تسير في اتجاه حسم روسي، لكن الخسائر ستكون أكبر وأهم من الأرباح.

وكشف الخبير العسكري اللبناني أن سيناريو الحرب جاء مختلفًا لما رسمه بوتين، التي أرادها أن تكون حربًا خاطفة وسريعة تنتهي بالسيطرة على أوكرانيا وتغيير النظام، لكن الجيش الأوكراني كانت له كلمة أخرى بعثرت أوراق الروس، كما أن أداء الجيش الروسي خذل بوتين.

وتابع قائلًا “القراءة الاستراتيجية لهذه الحرب توضّح أن بوتين انتقل بسرعة من نموذج شبه جزيرة القرم إلى نموذج غروزني القائم على سياسة الأرض المحروقة”. موضحًا أن هذا الوضع الجديد على الأرض يؤكد أن بوتين “لم يحقق أهدافه الكبرى التي كان يتوقعها خاصة الجوانب المتعلقة باسترداد النفوذ والجلوس إلى جانب زعماء العالم كقوة مناهضة ومواجه للغرب”.

وأرجع الخبير العسكري هذا التراجع الميداني إلى عدم جاهزية الجيش الروسي الذي خضع لمحاولة إعداد منذ عام 2012 في سوريا وشبه جزيرة القرم، لكنه “وجد نفسه أمام حرب مختلفة وغير تقليدية، فلا الطيران تمكّن من السيطرة الجوية ولا الطائرات المسيّرة ألحقت الضرر بالقوات الأوكرانية”.

وقال “رغم استعمال أكثر من 800 صاروخ باليستي فإن مقتل 4 جنرالات من مجموع 20 آخرين على الأراضي الأوكرانية يوضّح إلى أي مدى فشل الجيش الروسي في حسم المعركة”.

وأوضح الخبير العسكري أن الجيش الأوكراني نجح في جر القوات الروسية إلى حرب المدن التي تعد “من أنواع الحروب التي يصعب حسمها بسهولة إلى جانب كونها متعبه ومعقدة ومكلفة”.

وقال إن سيطرة روسيا على أوكرانيا عبر النمط التقليدي للحروب تظل مستبعدة، لأن مساحتها تمتد لنحو 640 ألف كيلو مترًا مربعًا، وبها 540 مدينة كبرى ومتوسطة، ومدينة خاركييف لوحدها يصل عدد سكانها إلى مليون ونصف مليون نسمة.

وأضاف أن الروس سيواجهون صعوبة كبرى في السيطرة على أغلب المدن الأوكرانية، وأن الأمر يكون أصعب في ظل وجود مقاومة أوكرانية مدرّبة ومستعدة لحرب المدن والشوارع.

واستدل الخبير العسكري بمدينة ماريوبول التي شهدت أخطر المواجهات العسكرية دون أن تتمكن القوات الروسية من اقتحامها لأنها “تتوافر على 38 من الألوية العسكرية الأوكرانية المدربة والقادرة على الصمود الميداني”.

وخلص الخبير العسكري إلى القول بأن هذه الحرب تبدو حاسمة في إعادة صياغة الكثير من المواقف السياسية والعسكرية والجيوسياسية، لأن “أوكرانيا هي روح الحضارة الروسية، وكييف أكبر من موسكو بحوالي 460 عامًا”، كما أن الشعب الأوكراني اليوم تبلورت لديه نزعة قومية وطنية لا تبالي كثيرًا بالخيارات الكبرى لبوتين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان