مسؤول بالاتحاد الأوربي: قادرون على الاستغناء عن الغاز الروسي قريبًا (فيديو)
قال لويس ميغيل -المتحدث باسم الاتحاد الأوربي في الشرق الأوسط- إن العلاقة بين دول الاتحاد وروسيا لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل التدخل العسكري في أوكرانيا، موضحًا أنه بالرغم من أن القنوات الدبلوماسية لا تزال مفتوحة بين الطرفين فإن هناك كثيرًا من المتغيرات السياسية والعسكرية ألزمت الاتحاد بضرورة تعديل سياساته داخل أوربا والعالم.
وأضاف ميغيل خلال مقابلة مع (المسائية) على الجزيرة مباشر، الإثنين، أن الاجتماع المشترك الذي عُقد بين وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوربي، انتهى بقرار اعتماد “البوصلة الاستراتيجية” التي تقوم على إعادة النظر في القدرة الدفاعية والأمنية والاقتصادية للاتحاد.
وقال ميغيل إن تصريحات مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي جوزيب بوريل بأن “ما يجري في مدينة ماريوبول جريمة حرب وأنه يجب تقديم المسؤولين عنها للمحاكمة” ألزمت دول الاتحاد بضرورة إعادة النظر في جملة من السياسات تجاه قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف أن موقف قادة الاتحاد الأوربي من الحرب الروسية على أوكرانيا واضح، وأن “أوكرانيا تشهد انتهاكات واسعة ويجب محاسبة موسكو على ما يحدث في ماريوبول”.
وكشف ميغيل أن من أهم بنود البوصلة الاستراتيجية الأوربية “إنشاء قوة أوربية سريعة” مكونة من 5000 جندي قادرين على التحرك السريع في أي رقعة من الاتحاد الأوربي لتنفيذ سياساته في مناطق النزاع داخل الحدود الجغرافية الأوربية.
وقال إن البوصلة الاستراتيجية أضحت مسألة ملحّة بالنظر إلى التحديات الأمنية التي طرحها التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وإن هدفها “هو الوصول بالاتحاد إلى حالة من الاستقلال السياسي والعسكري عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة، والانتقال إلى مرحلة يكون فيها التنسيق أكثر مع الناتو مع اعتماد أقل على واشنطن”.
وأضاف أن الغاية الكبرى لهذه البوصلة الاستراتيجية هي “تحقيق التخلي الكلي عن الاعتماد على روسيا بحلول عام 2030″، مشيرًا إلى أنه سيتم تقليل الاعتماد على روسيا بنسبة 60% مع نهاية العام الجاري.
وأوضح أن الخطة الجديدة المعتمدة من دول الاتحاد الأوربي على المدى القصير تستهدف التقليل من الاعتماد الكلي على النفط الروسي والاتجاه نحو المصادر البديلة للطاقة المتجددة “، مؤكدًا أن الأمر يحتاج بعض الوقت حتى يتمكن الاتحاد من الوصول إلى نقطة الاستغناء الكلي عن الغاز الروسي”.
وأكد ميغيل أن قادة الاتحاد الأوربي كانوا يعرفون أن بوتين ظل يستخدم الغاز سلاحًا ضد دول الاتحاد، وأن الإجراءات التي تتضمنها البوصلة الأوربية تعمل على “إيقاف الطموحات الروسية للسيطرة على أوربا واقتصادها”.
ونقلت وكالة (تاس) عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله، الاثنين، إن أسعار النفط قد تصل إلى 300 دولار للبرميل إذا توقف الغرب عن شراء الخام الروسي، لكنه أضاف أن هذا السيناريو غير مرجَّح.
وأوضحت مصادر تجارية أن بعض المشترين يحجمون عن شراء النفط الروسي لتفادي التعرض للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وقال نوفاك إنه من المتعذر على أوربا أن تتفادى شراء النفط والغار الروسيين في الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أن الدعوات الغربية لإيقاف المشتريات هي لفتات سياسية لاجتذاب الاهتمام.