توافق جديد بين أردوغان وماكرون بشأن أوكرانيا وجونسون يقر بأهمية مسيّرات بيرقدار في المعارك

بعد مدة طويلة من التوتّر بين باريس وأنقرة، يأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في “أن يتمكّن من المضي قدمًا” مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي تحدّث معه، الخميس، في بروكسل، واتفقا على القيام بأعمال إنسانية في أوكرانيا.

وأعرب ماكرون خلال اجتماع قبل قمة حلف شمال الأطلسي مع نظيره التركي عن “رغبتهما” في “العمل معًا”، لمناشدة فلاديمير بوتين “لوقف إطلاق النار” في أوكرانيا.

كما قررا تنفيذ “أعمال إنسانية مشتركة” في أوكرانيا، لا سيما في ماريوبول، المدينة التي تتعرّض لحصار وقصف مدمّرين منذ أسابيع من قبل الجيش الروسي.

واتخذ الرئيسان كلٌ من جانبه، مبادرات لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، بعد أن عرض أردوغان استضافة قمة في تركيا تجمع بين رئيسي أوكرانيا وروسيا.

وبحسب ماكرون، فإن الوضع الذي تسببت به الأزمة الأوكرانية فرصة لـ”توضيح استراتيجي” لـ”دور تركيا في علاقتنا” داخل الحلف الأطلسي، وبشأن ملفات “ليبيا أو الشرق الأدنى والشرق الأوسط”.

ويتعلّق الأمر بـ”التمكّن من المضي قدمًا في العديد من القضايا التي تباينت آراؤنا حولها أحيانًا”، ما يشكّل “عنصرًا إيجابيًا في سياق ثقيل”، على حد قول ماكرون.

وصرّح ماكرون عقب القمة الطارئة لرؤساء حكومات ودول الناتو، أنه يتفق مع وجهة نظر أردوغان في أن الحرب الروسية الأوكرانية لا يمكن حلّها على المدى القصير.

ولفت إلى أنه في حال لزم الأمر، ستشدد العقوبات ضد روسيا، معربًا عن رفض بلاده أن تكون طرفًا في الحرب.

دور تركي حاسم

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن طائرات (بيرقدار تي بي 2) المسيّرة، واحدة من أهم مساهمات تركيا ذات القيمة الكبيرة في دعم أوكرانيا.

وقال جونسون خلال مؤتمر صحفي عقب قمة الناتو في معرض ردّه على سؤال بشأن الدعم البريطاني والتركي لأوكرانيا “أعتقد أن مسيّرات (بيرقدار تي بي 2)، واحدة من أهم المساهمات التي قدمتها تركيا في الوقت الحالي لدعم أوكرانيا، والتي أعتقد أنها ذات قيمة كبيرة”.

وساطة

من جهته، قال أردوغان إن جهود بلاده تنصب حاليًا على عقد لقاء بين الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولودمير زيلينسكي.

وأضاف أردوغان “سنواصل مشاوراتنا مع بوتين وزيلينسكي، وجهودنا تنصب حاليًا على عقد لقاء بينهما لإحلال السلام”.

وأوضح أن تركيا مستعدة للوساطة بين روسيا وأوكرانيا في حال تلقيها طلبًا أو عرضًا إيجابيًا.

وتابع قائلًا “على الناتو أن يتحرّك بنهج واقعي واستراتيجي مع استمرار دعمه السياسي والعملي لأوكرانيا خلال أجواء الحرب الحالية”.

وأكد أن تركيا ستواصل المساهمة في إجراءات الردع والدفاع لحلف الناتو وفق مبدأ التضامن، معربًا عن توقعاته التعامل بالمثل من جانب الحلفاء.

وأعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن الحل النهائي للأزمة الأوكرانية يجب أن يستند إلى صيغة موثوقة تقبلها موسكو وكييف والمجتمع الدولي.

ودعا أردوغان الدول جميعها وخاصة البلدان الأوربية إلى دعم اللاجئين، وتحمّل المسؤولية لتخفيف مشاكلهم.

وانتقد أردوغان فشل المجتمع الدولي في التعامل اللائق مع اللاجئين قائلًا “التجارب السابقة المريرة توضّح أن المجتمع الدولي لم ينجح في حماية اللاجئين، وإننا نأسف عندما نرى أولئك الذين يضطرون إلى ترك ديارهم وبلدانهم وهم يتعرّضون للتمييز على أساس لون بشرتهم ولغتهم ومعتقداتهم وثقافتهم”.