صحفية من ماريوبول الأوكرانية: الروس يستهدفون المستشفيات والمدنيين لا المواقع العسكرية (فيديو)

أحد الأهالي يسير بالقرب من مبنى سكني مدمر في مدينة ماريوبول المحاصرة (رويترز)

قالت الصحفية الأوكرانية آنا مورليكينا إن الهجوم على المستشفيات في ماريوبول متواصل أثناء الأسبوع الأخير من الحرب، وبدأ بقصف على المستشفى الرئيسي الذي يخدم أهالي المدينة وما حولها.

وأضافت -في لقاء مع الجزيرة مباشر- أن القوات الروسية أطلقت النار على المواطنين الموجودين في المستشفى وكان بينهم أطفال ونساء، كما منعوا الأطباء من علاج أي مصاب من قوات الجيش الأوكراني.

وأوضحت “فتح الجنود الروس النار على كل من يقف بمحاذاة شبابيك المستشفيات في فصل جديد من الأعمال المرعبة التي نعيشها يوميًا منذ بدء الحرب، ولدينا معلومات اليوم بأن الروس أبعدوا قسرًا كل طاقم المستشفى الرئيسي في ماريوبول إلى الأراضي الروسية”.

وتابعت “هناك مستشفى واحد فقط في المدينة يستطيع مواصلة عمله من أصل 6 مستشفيات، ولا أدري ماذا سيحدث غدًا، ويوجد 20 طفلًا في المستشفى من اليتامى الذين أصيبوا في إحدى دور الأيتام”.

ووصفت آنا مورليكينا ما يحدث في ماريوبول بأنه “مأساة مروعة لم تشهدها أوربا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ إن القوات الروسية لا تحارب القوات الأوكرانية في هذه المدينة بل تستهدف السكان والمدنيين منذ بداية الحرب في 24 فبراير حتى الآن، بعكس ما ينشره الإعلام الروسي”.

وأشارت الصحفية الأوكرانية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقواته يستهدفون تدمير ماريوبول بالكامل في ما وصفته “بعملية إرهابية كاملة”، إذ لم يتركوا هدفًا في المدينة دون أن يُلحقوا به الضرر، ولا يوجد أي مقوّمات للحياة هناك منذ بداية مارس/آذار الجاري.

وقالت “منذ 5 مارس بدأ إلقاء القنابل الثقيلة التي يزيد وزنها على 500 كيلوغرام على المدينة، وقنبلة واحدة منها كافية لتدمير بيت مكون من 9 طوابق”.

وأضافت “منذ بداية الحرب غادر 100 ألف من سكان ماريوبول، وفي الأسبوع الأخير فقط غادر 100 ألف آخرون، ويبقي نحو 100 ألف من المحاصَرين داخلها”.

وماريوبول مدينة ساحلية جنوب شرقي أوكرانيا، تحولت أبراجها ومبانيها إلى حطام، وفر أهلها بعد تعرّضها لقصف روسي لأسابيع، كما تحاصرها القوات الروسية وانتقل القتال فيها إلى الشوارع.

وقُتل 300 من أهالي هذه المدينة بقصف استهدف مسرحًا في منتصف الشهر الجاري، رغم وضع عَلم أبيض على المبنى وكتابة كلمة أطفال باللغة الروسية بشكل واضح.

وتدفع ماريوبول الصغيرة ثمن موقعها الجغرافي، وتُعد السيطرة عليها هدفًا استراتيجيًا لروسيا، إذ تؤمّن ممرًا بريًا بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس اللذين تسيطر عليهما روسيا وقوات موالية لها.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان