سودانيون يجأرون بالشكوى من تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد (فيديو)

قالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير إن الاقتصاد السوداني يتجه مرة أخرى نحو الانهيار مع انخفاض الصادرات وتراجع قيمة العملة في السوق الموازية بعد سيطرة النظام العسكري على الحكم منفردا العام الماضي.
وذكر التقرير أن الأزمة الاقتصادية التي أظهرت علامات على الانحسار قبل إطاحة مجلس السيادة العسكري بالحكومة المدنية في البلاد، تشكل خطرا إنسانيا في الوقت الراهن في بلد يعاني من الجمود السياسي وتزايد العنف وارتفاع مستويات الجوع.

الفقر والجوع
وتوقفت فترة وجيزة من النمو شهدها السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير مع انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عام 2011، وبدأت البلاد تعاني من عجز تجاري كبير وانخفضت قيمة الجنيه وبدأت أسعار السلع الأساسية الارتفاع.
وكانت الزيادة الحادة في أسعار الخبز المدعوم بمثابة شرارة الاحتجاجات التي أدت في النهاية إلى إسقاط البشير في ديسمبر/ كانون الأول 2019.
وشرعت الحكومة الانتقالية التي جاءت بعد سقوط البشير في تطبيق إصلاحات سريعة بمراقبة من صندوق النقد الدولي، فخفضت قيمة العملة وقلصت دعم الخبز والكهرباء وألغت الدعم كليا على البنزين والديزل.

وعرض المقرضون الدوليون والدول الغربية المساعدة وتخفيف الديون لكنهم جمدوا هذه الإجراءات بعد إطاحة مجلس السيادة العسكري بحكومة عبد الله حمدوك في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ولا يزال التضخم في السودان من أعلى المعدلات في العالم إذ وصل إلى 260%، وتقدر جماعات الإغاثة أن 14.3 مليونا أو ما يمثل 30% من السكان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، وهو أعلى مستوى في العقد الماضي وتشكل هذه النسبة زيادة بأكثر من 50% في غضون عامين.

تقليص الوجبات
وبسبب ارتفاع الأسعار، قال كثير من المواطنين إنهم قلصوا مشترياتهم من المواد الغذائية، أو اضطروا لعدم تناول بعض الوجبات أو للاستغناء عن اللحوم ومنتجات الألبان.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.8 ملايين شخص قد يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي هذا العام، وهي زيادة بنحو الثلث عن العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار ومشاكل الحصاد والصراع في بعض المناطق.

العنف والنزوح
شهد السودان صراعا في الغرب والجنوب سنوات، خاصة في منطقة دارفور التي عانت في منتصف العقد الأول من القرن الحالي صراعا بين جماعات متمردة والقوات الحكومية والمليشيات، أدى إلى سقوط آلاف القتلى.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة هناك ما يربو على 3 ملايين شخص نزحوا في جميع أنحاء البلاد نحو 2.5 مليون منهم في إقليم دارفور.
وحذرت جماعات الإغاثة من أن حوادث العنف التي عادة ما تكون على شكل هجمات للمليشيات أو اشتباكات قبلية قد زادت في دارفور إلى مستويات لم تحدث منذ سنوات.

ودفع هذا العنف أكثر من 400 ألف شخص بعضهم موجود بالفعل في مخيمات النازحين إلى الفرار من ديارهم العام الماضي.
ويستضيف السودان 1.1 مليون لاجئ بينهم لاجئون من جنوب السودان وإريتريا، إضافة إلى أكثر من 500 ألف فروا بعد تفجر الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية عام 2020.
ويعيشون هؤلاء في مخيمات في شرق السودان، وهي منطقة شهدت أيضا زيادة في التوترات السياسية والتهديد بالعنف في العامين الماضيين.