ما دور الملياردير رومان أبراموفيتش في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟

رومان أبراموفيتش خلال مشاركته في المفاوضات الروسية الأوكرانية بمدينة إسطنبول (غيتي)

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن وجود الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في الصور التي جرى نشرها عن المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، الثلاثاء، فاجأت الكثيرين لا سيما أن الرجل معروف بابتعاده الكلي عن الأضواء.

وأضافت أن الملياردير الروسي الخاضع للعقوبات لم يكن عضوًا رسميًّا من الوفد الروسي، لكن يبدو أنه لعب دورًا رئيسيًا وراء الكواليس، حيث كان يقوم برحلات مكوكية بين موسكو وكييف وإسطنبول منذ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أنه بصرف النظر عن مزاعم التسمم التي أثارتها بعض الصحف والمواقع الأمريكية، فإن ظهور أبراموفيتش في قلب مفاوضات السلام فاجأ الكثيرين، لا سيما أنه وضع نفسه خلال السنوات الأخيرة، كشخص رهن حياته اليومية للمشاريع التجارية الصعبة وليس لديه طموحات سياسية. وأضافت أنه اُشتهر بتمويل القضايا الثقافية، وأنه يعيش حياة راقية عمومًا.

وقالت الصحيفة “على الرغم من أنه يمكن رؤيته في بعض الأحيان في المعارض الفنية أو المسارح أو المطاعم في موسكو، إلا أن مالك نادي تشيلسي السابق لكرة القدم يكره الدعاية ولا يُجري مقابلات”.

وقال مصدر في موسكو للصحيفة إن أبراموفيتش حصل على لقاءين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف خلال الشهر الماضي، وهي مزاعم لم يؤكدها الجانب الأوكراني.

وأضاف المصدر أنه بعد الزيارة التي مرض خلالها أبراموفيتش، عاد مرة أخرى في رحلة أخرى إلى العاصمة الأوكرانية.

أما زيلينسكي فقد صرح خلال مقابلته الصحفيين الروس في نهاية الأسبوع، بأن أبراموفيتش كان واحدًا من القلة الروسية الذين اتصلوا به لعرض الاستثمار في الاقتصاد الأوكراني.

وقال زيلينسكي: “تلقينا إشارات منه ومن العديد من رجال الأعمال الآخرين تقول دعونا نساعد بطريقة ما؛ دعونا نحاول القيام بشيء ما”.

وأضاف أن أبراموفيتش شارك في مناقشات فاشلة لتنظيم ممرات إنسانية. ومع ذلك، لم يذكر زيارات أبراموفيتش إلى كييف، أو اجتماعاته المزعومة مع المفاوضين الأوكرانيين.

وذهبت الصحيفة إلى أن عروض أبراموفيتش ورجال أعمال روس آخرين لمساعدة أوكرانيا جاءت بسبب الرعب من الحرب، وأيضا من أجل المصلحة الذاتية والرغبة في تجنب العقوبات الغربية القاسية.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذه هي الطريقة التي يحاول بها أصحاب المال والأعمال إنقاذ ممتلكاتهم ويخوتهم وأن يكونوا في الجانب الصحيح من النضال.

وقالت ماريا بيفشيخ، المقربة من زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني ورئيس التحقيقات في مؤسسته لمكافحة الفساد، إن أبراموفيتش “أحد أكبر رعاة نظام بوتين”.

وأضافت “كيف يمكن للأوكرانيين أن ينسوا من يكون هذا الرجل؟”.

وقالت بيفشيخ إنها لم تقبل فكرة أن أبراموفيتش يمكن أن يكون لاعبا مستقلا في المحادثات.

وتابعت “أنا متأكدة بنسبة 100% أن هذا يتم بالتنسيق التام مع الكرملين”، مضيفة “عندما تكون دمية بوتين لمدة 22 عامًا، فأنت لا تصبح شريرًا فجأة”.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية

إعلان