مسؤولون أوكرانيون يتهمون جنودا روسا بارتكاب جرائم عنف جنسي

أكد مسؤولون أوكرانيون أن العديد من جرائم العنف الجنسي والاغتصاب ارتكبها جنود روس منذ بداية حرب روسيا على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
وأعلنت المدعية العامة الأوكرانية (إيرينا فينيديكتوفا) في منشور على فيسبوك الأسبوع الماضي أن جنديًا روسيًا قتل مدنيًا أعزل ثم اغتصب زوجته عدة مرات، وبعدها بأيام أعرب البيت الأبيض عن قلقه بشأن التقارير عن العنف الجنسي في أوكرانيا.
ومساء الاثنين الماضي نشرت صحيفة (ذا تايمز أوف لندن) رواية هذه المرأة والتي قالت -مستخدمة اسم “ناتاليا” المستعار- إنها كانت في منزلها بالقرب من العاصمة كييف عندما سمعت صوت اقتراب خطى ودوي رصاصة لتٌفاجأ بزوجها قتيلا خارج باب منزلها فيما اقترب جنديان روسيان منها ووجه أحدهما مسدسًا نحو رأسها.
وبحسب رواية ناتاليا قال لها المسلح “أطلقت النار على زوجك لأنه كان نازيًا” قبل أن يغتصبها هو ثم الجندي الآخر، بينما كان ابنها ذو الأربعة أعوام يبكي في غرفة مجاورة، وفقًا لصحيفة التايمز البريطانية.
وأضافت أن الجنديين اغتصباها مرارا وتكرارا على مدى عدة ساعات يوم 9 مارس/آذار الماضي، قبل أن تتمكن في النهاية من الفرار إلى غرب أوكرانيا مع ابنها.
ونقلت الصحيفة عنها قولها “كان من الممكن ألا أتكلم ولكن عندما وصلنا إلى الشرطة أجبرتني أخت زوجي على التحدث. أفهم أن العديد من الأشخاص الذين أصيبوا سيبقون صامتين لأنهم خائفون، فالكثير من الناس لا يصدقون حدوث أشياء فظيعة مثل هذا”.
ورفض المتحدث باسم الكرملين (دميتري س. بيسكوف) مزاعم المدعية العامة الأوكرانية وقال للصحفيين في موسكو الأسبوع الماضي “إننا لا نصدق ذلك على الإطلاق”.
وقالت المدعية العامة الأوكرانية إن جنديًا روسيًا مطلوب للقبض عليه “للاشتباه في انتهاكه لقوانين وأعراف الحرب”.
وروت عضوة البرلمان الأوكراني (ماريا ميزنتسيفا) تفاصيل رواية المرأة لشبكة سكاي نيوز، يوم الأحد، وقالت إن هناك “العديد من الضحايا”، لكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل أو تذكر كيف علمت باعتداءات أخرى، وأضافت أنها تتوقع ظهورها بمجرد أن يكون الضحايا “مستعدين للتحدث”.
وقد يشكل الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي رافقت النزاعات المسلحة عبر التاريخ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واتُهمت القوات الروسية والجماعات المسلحة المدعومة من موسكو بارتكاب أعمال عنف جنسي في نزاعات سابقة أحدثها ترتبط بمحتجزين في شرق أوكرانيا.
وهذا الشهر قال وزير الخارجية الأوكراني (دميترو كوليبا) إنه لا يثق كثيرًا في أن المنظمات الدولية -مثل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي- ستحاسب الجنود الروس. وأضاف -عبر رابط فيديو خلال حدث في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث في لندن- “عندما يغتصب الجنود الروس النساء في المدن الأوكرانية، من الصعب بالطبع التحدث عن كفاءة القانون الدولي”.
وبدأت روايات الاغتصاب والعنف الجنسي في الظهور على الفور تقريبًا بعد دخول روسيا أوكرانيا، وفقًا لكاترينا بوسول، زميلة تشاتام هاوس والمحامية الأوكرانية التي وثقت مزاعم العنف الجنسي بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وضمها في عام 2014.
وقالت كاترينا بوسول في مقابلة هاتفية مع نيويورك تايمز من مدينة ريغنسبورغ بألمانيا حيث فرت من كييف في الأيام الأولى لبدء الحرب “ما نسمعه شفهياً من معارف الناجين في البلاد أمر مروع. لقد وُصفت لي حوادث اغتصاب جماعي واغتصاب أمام الأطفال وعنف جنسي بعد قتل أفراد من العائلة”.
وأوضحت أن معظم هذه الروايات تتعلق بضحايا من النساء في مدن بشرق وجنوب أوكرانيا تحتلها القوات الروسية.