روسيا تعلن وقفا لإطلاق النار في ماريوبول وزيلينسكي يشكّك في قرارها تقليص العمليات العسكرية بأوكرانيا

قال الرئيس الأوكرني فولوديمير زيلينسكي، إنّه لا يصدّق التعهّدات التي أعلنتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيرًا إلى أنّ قواته تحضّر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد.
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة مساء أمس “نحن لا نصدق أحدًا، ولا حتى عبارة جميلة واحدة” مشيرًا إلى أنّ القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس، أنّ قواتها ستلتزم بدءًا من صباح اليوم الخميس وقفًا لإطلاق النار في ماريوبول لإفساح المجال أمام إجلاء المدنيين من المدينة الأوكرانية المحاصرة.
وشدّد الرئيس الأوكراني على أنّ بلاده التي أصبحت اليوم “مركز النضال العالمي من أجل الحرية” يحقّ لها أن تطلب من المجتمع الدولي تزويدها بأسلحة، بما في ذلك دبابات وطائرات ومدافع.
من بينها كتيبة الشيخ منصور الشيشانية وكتيبة القرم الإسلامية.. ضحايا روسيا يحتشدون لقتالها في أوكرانيا
لتخطي الحجب | https://t.co/5lRgGjgeL0https://t.co/bJTnAsAPAq
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 31, 2022
الحدّ من النشاط العسكري
وتعهدت موسكو التي تقول إنها تريد التركيز على إقليم دونباس حيث تقع المنطقتان الانفصاليتان دونيتسك ولوهانسك، والحدّ بشكل جذري من نشاطها العسكري في اتجاه كييف وتشرنيهيف” في شمال البلاد.
لكنّ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) شكّكت في صحّة هذا الإعلان الروسي، وأكدت أن القصف لا يزال مستمرًّا وأنّ القوات الروسية ليست بصدد تنفيذ انسحاب بل إعادة تموضع.
وفي الشأن نفسه، نقلت وكالة تاس للأنباء، اليوم الخميس، عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن موسكو تعتبر وجود أي بنية تحتية عسكرية للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في دول تقع على الحدود مع أفغانستان “أمرًا غير مقبول”.

قذائف فوسفورية
وفي أوكرانيا، اتهمت السلطات هناك، القوات الروسية بإطلاق قذائف فوسفورية على بلدة مارينكا الصغيرة في شرق البلاد أمس الأربعاء.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك “استخدم الروس قذائف الفوسفور مرة أخرى اليوم في مارينكا” التي كان يقطنها نحو 10 آلاف نسمة قبل العملية العسكرية التي بدأت في 24 فبراير/ شباط.
والأسلحة الفسفورية هي أسلحة حارقة يُحظَر استخدامها ضدّ المدنيين، لا ضدّ الأهداف العسكرية، بموجب اتفاقية تمّ توقيعها عام 1980 في جنيف.
ونفت روسيا في 25 مارس/ آذار أيّ انتهاك للقانون الدولي بعد أن اتهمتها أوكرانيا مرارًا باستخدام هذه الذخيرة في أثناء الغزو.
قرار بوقف إطلاق النار في #ماريوبول .. وكاميرا "درون" ترصد آثار الدمار الذي لحق بالمدينة pic.twitter.com/zLg2wMFtFG
— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) March 30, 2022
الانسحاب من تشيرنوبيل
من ناحية أخرى، أكّد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الأربعاء أنّ القوات الروسية بدأت الانسحاب من موقع محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية الذي سيطرت عليه في 24 فبراير/ شباط.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله “بدؤوا تغيير تمركزهم في منطقة تشيرنوبيل، لقد غادروا وابتعدوا عن منشأة تشيرنوبيل باتجاه بيلاروسيا، نعتقد أنّهم يغادرون، لا يمكنني القول إنّهم غادروا جميعًا”.
وتوقف تلقي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانات مباشرة من تشيرنوبيل منذ 9 مارس/ آذار، وأعربت عن قلقها يوم الأحد بشأن تعطّل عمل الموظفين في المنشأة منذ 20 مارس/ آذار.
وفي عام 1986 انفجر المفاعل رقم 4 في المحطة، مما تسبب في أسوأ كارثة نووية مدنية في التاريخ، والمنشأة النووية مغطاة حاليًّا بغطاء حجري مزدوج، أحد جانبيه بناه السوفيت وصار متضررا، والآخر بُنِي عام 2019.
وأُغلِقت المفاعلات الثلاثة الأخرى بالمحطة تدريجيًّا بعد الكارثة، آخرها أُغلِق عام 2000.

إعفاء مدير المخابرات الفرنسية
وفي الشأن الأوكراني أيضا، أعفي مدير المخابرات العسكرية الفرنسية الجنرال (إريك فيدو) من منصبه على خلفية ما اعتُبِر تقصيرًا فيما يتعلق بـ”الغزو الروسي” لأوكرانيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر عسكرية، أن مدير المخابرات العسكرية (دي آر إم) سيغادر منصبه فورًا، مؤكدة بذلك خبرًا أورده موقع (لوبينيون).
ونقل الموقع عن مصدر في وزارة الجيوش قوله إنّ الدافع لهذه الإقالة هو “عدم كفاية الإحاطات وضعف التمكّن من الملفات”، وقال مصدر عسكري إن المخابرات العسكرية كانت في مرمى قيادة الجيش منذ بدء هجوم روسيا على أوكرانيا.
وأضاف المصدر أن المخابرات العسكرية “تجري استعلامات عسكرية بشأن العمليات وليس بشأن النيات” موضحًا أن تقاريرها خلصت إلى أن روسيا لديها الوسائل الكافية لغزو أوكرانيا، وأن ما حدث أثبت أنّها كانت على حقّ”.
وعُيّن الجنرال فيدو في هذا المنصب الصيف الماضي، وكان يعمل في قيادة العمليات الخاصة، لكنّ تعيينه أحدث ضجة داخل المجتمع العسكري، وصُنِّف على أنه نوع من تدوير المناصب بين الجنرالات.
فرنسا “فشلت”
وفي مطلع مارس/ آذار، بعد بدء العملية الروسية لأوكرانيا، أقرّ رئيس أركان الجيش الجنرال تييري بوركار لصحيفة (لوموند) بوجود اختلافات في التحليل بين الفرنسيين والأمريكيين بشأن “مسألة الغزو المحتمل” لأوكرانيا.
وقال يومها إن “الأمريكيين قالوا إن الروس سيهاجمون، لقد كانوا على حقّ، على العكس من ذلك، اعتقدت أجهزتنا أنّ غزو أوكرانيا ستكون له تكلفة باهظة وأنّ الروس لديهم خيارات أخرى لإسقاط الرئيس فولوديمير زيلينسكي”.
وحصل الأمريكيون على معلومات استخبارية موثوق بها حول، الاستعدادات الروسية وقرّروا قبل أسابيع عدّة من بدء الغزو نشر جزء منها في محاولة منهم للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.