بعد الإبلاغ عن وجوده في 11 دولة.. ماذا نعرف عن التهاب الكبد “الغامض” لدى الأطفال؟

أبلغت العديد من الدول منظمة الصحة العالمية عن تفشي حالات التهاب الكبد الحاد الوخيم المجهول المصدر لدى أطفال صغار جميعهم كانوا لا يعانون من أي أمراض سابقة.
وكشف تقرير لصحيفة (الغارديان) البريطانية عن قائمة من 11 دولة أكدت وجود حالات إصابة بين الأطفال بهذا المرض الغامض، من بينها المملكة المتحدة وأيرلندا والولايات المتحدة وهولندا ورومانيا، في حين تُحقق كندا في عدد غير معلوم من الحالات لمعرفة ما إذا كانت مرتبطة بتفشي المرض.
وتتراوح أعمار الأطفال المصابين من شهر واحد إلى 16 عامًا على الأكثر.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية وفاة طفل واحد جراء هذا المرض، مشيرة إلى وجود 10٪ من الحالات المكتشفة تتطلب زراعة كبد.
وذكرت (الغارديان) أن غالبية الحالات سجّلت في المملكة المتحدة بمجموع نحو 114 حالة، ومن الممكن أن يكون الرقم الحقيقي أكبر إذا كان هناك أطفال مصابون، ولا تظهر عليهم أعراض خطيرة، وبالتالي لن يتم نقلهم إلى المستشفيات.
Hepatitis outbreak: what do we know about mystery cases in children? https://t.co/LmpiANksp1
— The Guardian (@guardian) April 27, 2022
ويتسبب التهاب الكبد في العديد من المشكلات الصحية تصل في بعض الحالات إلى الإصابة بالسرطان وفشل الكبد لا سيما وأن الكبد هو العضو المسؤول عن إزالة السموم من الجسم، ويشارك في التمثيل الغذائي، وينظّم تخثّر الدم.
وتعد الفيروسات هي أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب الكبد، كذلك تناول الكحول وبعض الأدوية بجانب اضطرابات الجهاز المناعي.
ولوحظ في حالات الأطفال المُعلن عنها عدم وجود سبب محدد للإصابة بالتهاب الكبد، وهو ما أثار قلق الأطباء حيث لم يتم اكتشاف فيروسات التهاب الكبد الشائعة في أي من الأطفال المصابين، حسب الصحيفة البريطانية.
وقالت الطبيبة في مستشفى بيرث للأطفال في أستراليا وباحثة في الأمراض المعدية آشا بوين “هذا الأمر غير معتاد ولم نواجه مثله من قبل” مؤكدة أن الأطفال المصابين يعانون من فشل تام في الكبد، وهو أمر نادر للغاية في مرحلة الطفولة.
ماذا نعرف عن التهاب الكبد “الغامض” لدى الأطفال؟
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال “حاد للغاية” لافتة إلى أن جميعهم يتمتعون بصحة جيدة قبل ظهور علامات المرض عليهم.
وتبدأ الأعراض بمشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والإسهال والقيء قبل التشخيص مباشرة، وأصيب الكثيرون باليرقان حيث تحوّل لون الجلد والعينين إلى الأصفر، وهو أمر مرتبط بتلف الكبد.
واكتشف الأطباء بعض الفيروسات الغدية، وهي فيروسات تسبب الزكام وأعراضًا مثل التهاب الحلق والحمى والإسهال لدى أكثر من 70 طفلًا مصابًا، كما تم اكتشاف فيروس كورونا أيضًا في 20 حالة أخرى.
ويقوم الباحثون بإجراء المزيد من تحقيقات لفحص ما إذا كانت العوامل البيئية أو الفيروسات أو الكائنات الحية الأخرى متورطة.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن “الفرضيات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاحات كورونا غير مدعومة حاليًا” نظرًا لأن غالبية الأطفال المصابين لم يتلقوا اللقاح لصغر أعمارهم.
وينصح الأطباء بضرورة توخّي الحذر من أي حالات التهاب الكبد لدى الأطفال دون سبب واضح.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأخذ عينات من الدم والبول والبراز والجهاز التنفسي، وكذلك عينات الكبد من الأطفال الذين تظهر عليهم أي أعراض مرتبطة بالتهاب الكبد.