تقرير: روسيا تلجأ لسياسة “الأرض المحروقة” وتدمر مدينة كاملة للسيطرة على شرق أوكرانيا

كشف تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، عن ملابسات الهجوم الشرس الذي تعرضت له مدينة إزيوم الصغيرة في شرق أوكرانيا بالطائرات الروسية والمدفعية الثقيلة، وأدى إلى تسوية المدينة بالأرض.
وذكر التقرير أن عمدة المدينة فاليري مارشينكو تلقى مكالمة هاتفية أوائل مارس/ آذار الماضي، تتضمن طلبًا روسيًّا بتسليم المدينة.
وأكد عمدة المدينة أن المتصل طرح عليه سؤالًا واحدًا عن موعد اجتماع لمناقشة شروط تسليم المدينة للقوات الروسية، مؤكدًا أن الجيش الروسي سيجنّب المدينة وسكانها المدنيين البالغ عددهم 40 ألفًا مصيرًا سيّئًا.
“ستظل المدينة أوكرانية”
وافترض مارشينكو أن المتصل كان عميل أمن روسي وأن العرض حقيقي فردّ عليه قائلًا “أنا عمدة بلدة أوكرانية، وستظل هذه المدينة أوكرانية”، وفقًا لما أوردته واشنطن بوست.
بيد أن المتصل جاوب العمدة الأوكراني محذرًا “إذا لم تنفذ ما طُلب منك فلدينا الإرادة والوسائل لتسوية البلدة بالأرض”، ثم تحولت المدينة بعد ذلك بأيام إلى أنقاض ورماد.
The ‘Scorched earth’ tactics adopted by Russian forces trying to consolidate control of the Donbas region has raze the town of Izyum. 40,000 civilians trapped by the advancing army face gratuitous violence and barbaric cruelty. Here are their stories. https://t.co/XgWVokiCmY
— Dalton Bennett (@DDaltonBennett) April 7, 2022
سياسة الأرض المحروقة
في هذا السياق، أكد مسؤولون محليون ومقاتلون خلال مقابلات أجرتها (واشنطن بوست) اعتماد الجيش الروسي ما سمّوه بسياسة الأرض المحروقة، التي تعمد إلى تدمير المنازل والمنشآت.
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن التدمير الشامل للبلدات والقرى يبدو أنه استراتيجية متعمدة، حيث تحاول روسيا السيطرة الكاملة على دونيتسك ولوهانسك، اللتين تشكلان المنطقة الشرقية الأوكرانية المعروفة باسم دونباس.
من جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن شرق أوكرانيا هو الآن الهدف الأساسي للجهود الحربية الروسية.
ويُذكر أن القوات الروسية انسحبت من محيط العاصمة كييف لتركز هجومها على المدن الشرقية، حيث قتلوا مدنيين وأرهبوا آخرين بهدف السيطرة الكاملة على المنطقة.
وكانت مدينة إزيوم موضع نزاع شرس عدة أسابيع وعرقلت محاولات روسيا للتقدم نحو مدينة سلوفيانسك الاستراتيجية، على بعد 30 ميلًا إلى الجنوب الشرقي.
وأوضح مسؤولون عسكريون أوكرانيون أن الروس يتجهون إلى اقصى الجنوب نحو سلوفيانسك بهدف الاستيلاء على كراماتورسك عاصمة منطقة دونيتسك، حسب الصحيفة الأمريكية.
وعلى هذا النحو، لفت أفراد من الجيش الأوكراني ومسؤولون محليون إلى أن القوات الروسية سيطرت على مدينة إزيوم لتكون “نقطة انطلاق عسكرية رئيسية” لهجومها على ما تبقى من الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا في المنطقة.
نهب جماعي وترحيل وإخفاء قسري
ورصد تقرير (واشنطن بوست) معاناة سكان مدينة إزيوم بعد السيطرة الروسية عليها حيث تعرضوا للنهب الجماعي وفي بعض الحالات للترحيل القسري على أيدي القوات الروسية.
وأفاد التقرير أن الجيش الروسي مارس اعتقالات وإخفاء قسري لعدد من النشطاء وقادة المجتمع وضباط الشرطة وأفراد الجيش الأوكراني.
ودمر قصف القوات الروسية المدفعي والجوي لإزيوم محطات ضخ المياه ومحطة الكهرباء المحلية وخطوط الغاز فضلًا عن تدمير برج تلفزيوني والإضرار بشبكات الاتصالات الهاتفية الذي أدى إلى قطع جزء كبير من المدينة عن العالم الخارجي.
Independent source
civilians in Izyum.#UkraineRussiaWar pic.twitter.com/9aI3EY7DL1— Erfan (@erfanyousafzai) April 7, 2022
من جانبه، قال ماكسيم سترينيك عضو مجلس المدينة “هذه هي تكتيكات هؤلاء البرابرة، أولًا دمروا البنية التحتية المدنية، ثم خلقوا ظروف كارثة إنسانية لإثارة الذعر واليأس بين السكان”.
وأوضحت السلطات المحلية خلال مقابلات مع (واشنطن بوست) أنها نظمت إجلاء آلاف المدنيين في حافلات صغيرة.
بدوره، أكد مارشينكو عمدة المدينة أنه تلقى أمرًا من الإدارة العسكرية في المنطقة بضرورة إخلائها. وقال “لقد فهمنا أنه إذا لم نذهب الآن فلن تكون هناك فرصة أخرى للقيام بذلك”.
وكانت السلطات في أوكرانيا قد أكدت أن روسيا تعيد تنظيم قواتها بعد الانسحاب من ضواحي كييف، في محاولة للسيطرة الكاملة على المناطق الشرقية من دونيتسك ولوهانسك اللتين يسيطر عليهما جزئيا الانفصاليون المدعومون من روسيا منذ 2014، وتسعى أوكرانيا لإجلاء سكان من شرق البلاد قبل هجوم كبير متوقع.