التايمز: كابوس سجن علاء عبد الفتاح يكشف حقيقة الدولة البوليسية في مصر

في يومه الأول داخل سجن شديد الحراسة في مصر، أقام الحراس “حفلة ترحيب” للناشط السياسي علاء عبد الفتاح، إذ عصّبوا عينيه وجردوه من ملابسه الداخلية وضربوه بقسوة على ظهره، وفقا صحيفة التايمز البريطانية.
وفي مقابلة لشقيقتي علاء مع الصحيفة، أوضحت منى وسناء سيف معنى كلمة “الحفلة” التي يُستقبَل بها كثير من السجناء السياسيين فور دخولهم السجن، وقالتا إن أحد ضباط أمن الدولة قال لشقيقهما أثناء لكمه وركله “هذا المكان بني لأمثالك ولن تغادره أبدا”.
وأوضحت الصحيفة أن التعذيب والضرب والظروف المروعة أمور شائعة في السجون المصرية، التي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها من بين أكثر السجون وحشية في العالم.

وعرّفت التايمز علاء عبد الفتاح (40 عامًا) بأنه أحد أشهر النشطاء المؤيدين للديمقراطية في البلاد، وأشارت إلى أنه حكم عليه بالسجن 5 سنوات بتهمة نشر “أخبار كاذبة” العام الماضي، وهو مواطن بريطاني.
وتقود شقيقتا علاء حملة في لندن من أجل إطلاق سراحه. وذكرتا للصحيفة أن الحكم على علاء “كان بمثابة مؤشر على مستوى جديد من العنف، وليس هذا معنا فقط فإذا كان بإمكانهم فعل ذلك مع ناشطين بارزين، تخيلوا ما يفعلونه بالآخرين”.
وتمنع السلطات المصرية -رغم علاقتها الجيدة مع بريطانيا- دبلوماسيين بريطانيين من زيارة علاء في السجن لتقديم المساعدة القنصلية. وتقول شقيقتاه إن الدولة استمرت في إساءة معاملته دون محاسبة مدة عام ونصف، عاش خلالها في زنزانة باردة بلا نوافذ تحت الأرض. وكان يحضر الزيارات الشهرية التي تستغرق 20 دقيقة وهو يرتجف. وتضيف منى أنه “كان يسمع سجناء آخرين وهم يتعرضون للتعذيب أو للصعق بالكهرباء”.
وتقول سناء “لم يكن لديه كتب، ولا حتى قلم وورق. وفي بعض الأحيان كان يفكر في الانتحار”. وأضافت “الشيء الذي أثر فيه حقًا، وحطمه نوعًا ما، ليس المنع من ضوء الشمس بل منع الكتب”.
وقالت الصحيفة إنه منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، احتجزت السلطات الكثير من المواطنين لدرجة أن المصريين يمزحون بأنه عما قريب لن يبقى هناك أحد يعتقل، “فكل من يهمس بالمعارضة في الأماكن العامة أو على وسائل التواصل الاجتماعي معرض للسجن الفوري. ونتيجة لذلك، أصبحت السجون شديدة الاكتظاظ تحت ظروف تزداد وحشية، بحسب منظمات حقوقية”.
وأضافت “رغم الدعم الذي يتلقاه النظام من خلال قروض بمليارات الدولارات من المؤسسات المالية الدولية والدول المجاورة، فإن سيطرته مهددة من قبل الاقتصاد المتعثر وأزمة الديون”.
وتابعت الصحيفة “رغم كل هذا الظلم، تنظر الحكومة البريطانية إلى رأس النظام المصري باعتباره حليفا وشريكا تجاريا مهما، إذ يبقي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان تحت سيطرة مشددة، ويدّعي قمع الإرهاب ومشاركة المعلومات الاستخبارية الحيوية مع الغرب”.