الغارديان: أكرم إمام أوغلو يواجه دعوى قضائية قد تنهي حياته السياسية
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن عمدة مدينة إسطنبول التركية أكرم إمام أوغلو يسعى ليقدم نفسه كمنافس حقيقي للرئيس رجب طيب أردوغان في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وأضافت أن إمام أوغلو الذي يحلو له أن يقدم نفسه للعالم على أنه نقيض أردوغان يبدو بالنسبة لمنتقديه حريصا جدًا على الاستيلاء على السلطة في تركيا بكل الطرق والوسائل. أما بالنسبة لمؤيديه فهو يمثل أفضل أمل لتركيا في تحدي حكم أردوغان الذي دام عقدين من الزمن، بما في ذلك احتمال أن يتفوق في الصراع داخل حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه للترشح للرئاسة في الانتخابات المتوقعة العام المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن إمام أوغلو يواجه في مسيرة صعوده السياسي خطرا محدقا، فمن المتوقع أن تصدر محكمة في إسطنبول حكما هذا الأسبوع بشأن ما إذا كان قد أهان مسؤولي الانتخابات. وإذا ثبتت إدانته فإنه سيواجه خطر منعه من ممارسة العمل السياسي.
وتعهد إمام أوغلو بالاستئناف ضد أي حظر سياسي، زاعما أن شعبيته ازدادت منذ انتخابه عام 2019.
واعتبرت الصحيفة أن احتلال إمام أوغلو لمقعد كان يشغله أردوغان ذات مرة قبل 30 عامًا يمثل شوكة في خاصرة الرئيس، وأنه قد يدفع إمام أوغلو لموقع متقدم في سلم المنافسة.
وقالت إن استطلاعات الرأي تؤكد هذا الأمر، حيث يظهر إمام أوغلو في وضع أفضل بكثير للفوز على أردوغان من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو.
وقال سونر كاجابتاي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى “أعتقد أنه كان يرى نفسه دائمًا على أنه المرشح الأوفر حظًا في السباق الرئاسي”.
وأضاف “الفوز في إسطنبول لم يكن سهلا، رغم أنه لم يفعل ذلك بمفرده. وهذا النوع من الانتصار يعني أنه منذ اليوم الأول لتوليه المنصب جعله مرشحًا للرئاسة”.
وكشفت الصحيفة أن مشروعات إمام أوغلو خلال السنوات الثلاث التي قضاها في المنصب تميزت بوجود صراع دائم مع البلدية، وأنه كان يطلب موافقة مجلس المدينة وأحيانًا موافقة الحكومة على مشاريعه.
وأضافت الصحيفة أن سيطرة حزب العدالة والتنمية على الحياة السياسية في تركيا أوقفت العديد من خطط إمام أوغلو ومشاريعه الطموحة، حتى إن الحكومة بدأت في بناء خط مترو خاص بها في إسطنبول منفصل عن نظام النقل الذي تديره البلدية.
ولم تفوت وسائل الإعلام الموالية للحكومة اي فرصة للقول إن المعارضة غير قادرة على إدارة المدينة الأكبر في تركيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15 مليونا.