“أطلقوا 16 رصاصة باتجاه الصحفيين”.. نيويورك تايمز تنشر نتائج تحقيق أجرته حول اغتيال شيرين أبو عاقلة

كشف تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز استمر لمدة شهر أن الرصاصة التي تسببت في استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة أُطلقت من موقع قريب من قافلة عسكرية إسرائيلية، وأن الرصاص مصدره جندي من وحدة النخبة على الأرجح.
وأظهرت الأدلة التي نشرتها الصحيفة الأمريكية، الاثنين، عدم وجود مسلحين فلسطينيين قرب موقع الحادث، وهو ما يتناقض مع المزاعم الإسرائيلية بأن جنديًّا قتل الزميلة شيرين بالخطأ خلال إطلاق النار على مسلح فلسطيني.
وأوضح التحقيق أن 16 رصاصة أُطلقت من موقع القافلة الإسرائيلية، في تناقض آخر مع المزاعم الإسرائيلية بأن الجندي أطلق 5 رصاصات فقط باتجاه الصحفيين.
The bullet that killed Shireen Abu Akleh came from the approx. position of an Israel military vehicle — most likely fired by a soldier from an elite unit. It was one of 16 bullets fired into the direction of 5 clearly marked journalists. Our investigation: https://t.co/sFL6zl08LK
— Christiaan Triebert (@trbrtc) June 20, 2022
وأشارت نتائج نيويورك تايمز إلى عدم وجود أي دليل على أن الشخص الذي أطلق النار “قد تعّرف على الزميلة شيرين أبو عاقلة، واستهدفها شخصيًّا”.
في السياق، قالت الصحيفة إن التحقيق “لم يتمكن” من التوصل إلى نتائج بشأن ما إذا كان مُطلق النار قد رأى أن شيرين وزملاءها من فريق الصحفيين كانوا يرتدون سترات واقية عليها كلمة “صحافة”.
وأفادت بأن فريق الصحفيين حاول مقابلة شهود عيان في منطقة جنين شمالي الضفة الغربية عقب توقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والجانب الفلسطيني، حيث توجهت مجموعة الصحفيين باتجاه قافلة عسكرية إسرائيلية وكان من بينهم الزميلة شيرين أبو عاقلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفريق الصحفي انتظر بضع دقائق على قمة الشارع بقصد قياس رد فعل جنود الاحتلال قبل الاقتراب من القافلة.
وشددت على أنه لو رغب جنود الاحتلال في إبعاد الصحافة “لكانوا أطلقوا بضع رصاصات في الهواء بهدف التحذير”.
بيد أن الفريق الصحفي فوجئ بإطلاق 6 رصاصات باتجاههم، ففروا بحثًا عن ملجأ قريب بينما حاولت الزميلة شيرين الاختباء بجوار شجرة، حسب المصدر ذاته.
وعلى هذا النحو، نوهت الصحيفة إلى أن تشريح الزميلة شيرين كشف عن أن الرصاصة “دخلت جمجمتها من الخلف وخرجت من الجبهة”.
ووفقًا للتقرير، فقد ظهر أحد المارّة -ويُدعى سليم عوض- عقب إطلاق النار صائحًا “هل أصيبَ أحد؟”، قبل أن يرى الزميلة شيرين ملقاة على الأرض.
الجزيرة تكشف تفاصيل الرصاصة
ونشرت شبكة الجزيرة، قبل أيام، صورة للرصاصة التي تسببت في استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، وقالت إنها من النوع “الخارق للدروع”.
وكشف تحقيق أجرته الشبكة أن الرصاصة من عيار 5.56 ملم وانطلقت من بندقية من طراز (إم4) تستخدمها قوات الاحتلال.
وأوضحت الشبكة أن الرصاصة تشوهت بعد دخولها رأس شيرين وارتطامها بالخوذة التي كانت ترتديها.
وخلصت الجزيرة إلى نتائجها بعدما قامت بإعادة محاكاة باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد لمعرفة المزيد عن نوع الرصاصة المستخدمة، وعيارها الناري ونوع البنادق المحتمل استخدامها لإطلاق هذا النوع من الرصاص.
يُذكر أن الزميلة شيرين أبو عاقلة (51 عامًا) استشهدت، في 11 مايو/أيار الماضي، برصاص الاحتلال الإسرائيلي وهي ترتدي سترة وخوذة كُتبت عليهما بوضوح كلمة “صحافة” في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وخلص تحقيق فلسطيني إلى أن شيرين أبو عاقلة قُتلت برصاص جندي إسرائيلي استخدم بندقية قنص.
وأعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية إحالة ملف الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية.