استمرار حرائق مرفأ بيروت ومطالبات بتعويض ضخم من شركة أمريكية (فيديو)
تتواصل الحرائق التي اندلعت منذ أيام في صوامع القمح بمرفأ بيروت، في مشهد أعاد إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت، قبل أسابيع من إحياء الذكرى السنوية الثانية للمأساة.
وأوضحت السلطات اللبنانية أن الحرائق التي بدأت مطلع يوليو/تموز الجاري، أصابت القسم المتصدّع من إهراءات الحبوب، المعرضة لخطر الانهيار جراء الأضرار الجسيمة التي خلّفها الانفجار، بسبب التخمّر مع ارتفاع نسبة الرطوبة داخل مخزون الحبوب المتبقي.
الحريق مستمر لليوم السابع في مبنى الاهراءات.. pic.twitter.com/u173ZweLaO
— Salman Andary (@salmanonline) July 13, 2022
وتصاعدت ألسنة اللهب حيث يُمكن رؤيتها من مسافة بعيدة وسط مطالبات على مواقع التواصل بسرعة التدخل وإنهاء الحريق.
من جانبه، قال أمين سلام وزير الاقتصاد اللبناني إن “الحريق المندلع منذ الثلاثاء، في محيط صوامع القمح بمرفأ بيروت، سيستمرّ بسبب وجود الحبوب والمواد المتخمرة”.
وتابع خلال مؤتمر صحفي عقده بعد جولة له في المرفأ اطّلع خلالها على وضع صوامع القمح “ما يحدث اليوم يشكّل خطرًا، ويجب الوصول إلى حلول” محذرًا من خطورة المواد الموجودة داخل صوامع القمح، والتي قد تؤدي إلى انهيارها بالكامل.
وأشار سلام إلى أن مجلس الوزراء علّق قراره بهدم الإهراءات (الصوامع) تضامنًا مع أهالي ضحايا المرفأ، في ظل دعوات اللبنانيين بالتريّث لعدم وجود ضرورة للهدم.
وأصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان بيانًا أكدت فيه أن الحريق ناجم عن “انبعاثات سببها تخمير مواد موجودة في محيط الإهراءات بسبب الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت”.
وأضافت أن أي تدخل لإطفاء الحريق سيؤجل المشكلة لبضعة أيام لتعود النار والدخان لإنتاج آثار جديدة ربما تسببت بأضرار جديدة أكثر فداحة.
وشدد البيان على ضرورة عدم الاقتراب من منطقة الإهراءات، مشيرًا إلى التدابير التي اتخذها الجيش اللبناني لتفادي أي خسائر في الأرواح بالنظر لخطورة الوضع في المنطقة.
المطالبة بتعويضات
في الوقت نفسه، نفت شركة (تي.جي.اس) الأمريكية المختصة في الخدمات الجيوفيزيائية مسؤوليتها عن كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من 200 قتيل، في ظل مطالبات المتضرّرين بتعويضات بلغت ربع مليار دولار.
وأقامت بعض عائلات ضحايا مرفأ بيروت دعوى قضائية ضد شركة الخدمات الجيوفيزيائية أمام إحدى المحاكم في ولاية تكساس الأمريكية، حيث يشتبه في تورطها في نقل المواد المتفجرة إلى المرفأ.
وأصدرت الشركة بيانًا جاء فيه “ننفي صحة كل المزاعم المدرجة في الدعوى، ونعتزم الدفاع بقوة عن هذه المسألة في المحكمة”.
وتملك المجموعة شركة (سبكتروم جيو) للمسح الزلزالي التي استأجرت قبل عقد من الزمن سفينة روسوس التي أقلت شحنة نيترات الأمونيوم قبل إفراغ حمولتها في مرفأ بيروت حيث انفجرت في الرابع من أغسطس/آب 2020.
بدورها، أعلنت منظمة (المحاسبة الآن) السويسرية الحقوقية بأنها تعمل على دعم المجتمع المدني اللبناني لوضع حدّ لإفلات المسؤولين من العقاب.
—Press Release — pic.twitter.com/1eYQBXxZAz
— Accountability Now (@NowActs) July 13, 2022
وكشفت المنظمة أن شركة (سبكتروم جيو) أبرمت سلسلة “عقود مربحة للغاية ولكن مشبوهة مع وزارة الطاقة في لبنان” لنقل معدات تُستخدم في المسح الزلزالي يُعتقد أنها كانت في طريقها الى الأردن.
وتعرض مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت في 4 أغسطس 2020 لانفجار ضخم أسفر عن مقتل أكثر من 210 أشخاص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، فضلًا عن دمار مادّي هائل مما أثر بشكل كبير في الاقتصاد اللبناني.