ناشطون ضد الإسلاموفوبيا في مرمى نيران هيئة حكومية فرنسية

هاجمت اللجنة الوزارية الفرنسية لمكافحة الجريمة والتشدد في سلسلة تغريدات عبر تويتر ناشطين مناهضين للإسلاموفوبيا، من بينهم فائزة بن محمد مراسلة وكالة الأناضول.
يأتي ذلك بعد تضامن هؤلاء الناشطين مع الإمام المغربي حسن إيكوسين الذي أصدرت السلطات الفرنسية، الخميس الماضي، قرارًا بترحيله بدعوى ترويجه لخطاب الكراهية والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين والسلفية.
وقالت اللجنة الوزارية إن مروان محمد -المدير السابق لتجمع مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا (CCIF)- “يحاول التسويق لخطاب معادٍ للعلمانية وإثارة المواجهة بين المسلمين وباقي المواطنين”.
Parmi eux, se trouve Marwan Muhammad, ancien directeur du CCIF par lequel il propageait un discours victimaire et anti-laïque ne visant qu’à provoquer l’affrontement entre nos concitoyens de confession musulmane et ceux qui ne le sont pas. pic.twitter.com/EYhW0VC8t2
— SG-CIPDR (@SG_CIPDR) July 29, 2022
وهاجمت اللجنة أيضًا بلال ريغي -مؤسس منظمة الأمة الخيرية- وقالت إنه تعاطف مع ولي أمر أحد التلاميذ الذي طالب بالتعبئة من أجل معاقبة صامويل باتي المعلم الذي اغتيل، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بإحدى ضواحي باريس بعد عرضه رسومًا مسيئةً للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.
Autre soutien : Billal Righi, ancien président de l’ONG islamiste "Ummah Charity". Au lendemain de l’assassinat de Samuel Paty, il avait lancé une cagnotte de soutien au parent d’élève, auteur de la vidéo à l’origine de la cabale numérique ayant mené à la mort du professeur. pic.twitter.com/ZLyZ3G6V5v
— SG-CIPDR (@SG_CIPDR) July 29, 2022
وتحدثت اللجنة عن الصحفية والناشطة فائزة بن محمد، زاعمة أنها “أطلقت افتراءات عبر حسابها في تويتر”، وأنها “أكدت أن الإمام المغربي حسن إيكوسين إمام بريء من التهم كلها التي أطلقتها ضده وزارة الداخلية الفرنسية”.
ووفق وكالة الأناضول، استهدفت اللجنة الوزارية المشتركة لمنع الجريمة والتطرف (CIPDR)، التابعة لرئاسة الوزراء الفرنسية، عددًا من ضحايا الإسلاموفوبيا، بما في ذلك مراسلة الأناضول.
وجاء في تغريدة “فائزة بن محمد التي تعمل في وكالة الأناضول تنضم إلى حملة الدعم (للإمام) من خلال مهاجمة فرنسا باستمرار بادعاءات كاذبة. ودون تردد تقول إن حسن إكويسن إمام بريء”.
Aussi, la militante Feïza Ben Mohamed, travaillant pour l'agence “Anadolu”, participe à cette campagne de soutien en attaquant perpétuellement la France de façon calomnieuse, et ose prétendre qu’Hassan Iquioussen serait “un imam innocent”. pic.twitter.com/lWu4cXvBBW
— SG-CIPDR (@SG_CIPDR) July 29, 2022
وقالت الأناضول إن مراسلتها تعرضت لمضايقات إلكترونية شديدة بعد تغريدة اللجنة الوزارية.
واستنكر ناشطون كانوا تحت مرمى نيران اللجنة الوزارية الهجوم الذي طالهم، مؤكدين أن حساب اللجنة بحد ذاته يسهم في ارتفاع موجة الإسلاموفوبيا في البلاد واستهداف المسلمين.
وقال بلال ريغي إنه بات مستهدفًا وقد يتعرض لاعتداء جسدي بسبب حملة اللجنة الوزارية، مضيفًا “وصلنا إلى نقطة باتت فيها الحكومة تستهدف مواطنيها بسبب معتقداتهم”.
وأكد مروان محمد أنها المرة الثالثة التي تهاجمه فيها اللجنة الوزارية باعتمادها على الكذب وتلفيق التهم، على حد قوله، داعيًا منظمة العفو الدولية (أمنيستي) إلى التدخل من أجل حماية الناشطين.
وأصرت فائزة بن محمد على أقوالها مؤكدة أن حسن إيكوسين بريء، وأنها تناضل من أجل تحقيق قيم الحرية والإخاء والمساواة التي تنادي بهم فرنسا دائمًا.
– Très fière de travailler pour l’Agence Anadolu qui est particulièrement attentive aux questions d’islamophobie
– Je n’attaque pas la France mais souhaite qu’elle préserve ses valeurs d’égalité et de fraternité
– Hassan Iquioussen n’a jamais été condamné. Il est donc innocent https://t.co/LH5fsX2QNb— Feïza Ben Mohamed (@FeizaBM) July 29, 2022
وبعد نشر التغريدات، استنكر عدد من رواد منصات التواصل استخدام اللجنة موارد الدولة لمضايقة الشخصيات الإسلامية وقمعها بسبب آرائهم السياسية والدينية.
وانتقد الخبير السياسي فرانسوا بورغات تحركات اللجنة قائلًا في تغريدة “يمكن أن نكون (المستهدفين) القادمين”.
وقال بورغات إن اتهامات اللجنة لفائزة بن محمد خطيرة للغاية في بلد يتمتع بحرية التعبير.
C’est Zemmour le community manager de ce compte ? C’est incroyable ce fil twitter totalement réactionnaire visant à diffamer et calomnier ceux qui dénoncent l’islamophobie.
Avec la loi séparatisme il n’y a plus aucune limite à la répression contre les musulmans de France. https://t.co/OwHIqcZ9OM— Anasse Kazib (@AnasseKazib) July 30, 2022
وفي مايو/أيار الماضي، صنفت منظمة (مراسلون بلا حدود) فرنسا في المرتبة 26 لمستوى حرية التعبير في العالم.
وعام 2018، ذكرت جمعية (رسبكت زون) التي تنظم حملات ضد العنف السيبراني، أن الصحفيين هم ثالث أكثر المهنيين عرضة للمضايقات الإلكترونية بعد السياسيين والشخصيات العامة.
وعلى الرغم من أن الدراسات تشير أن التعليقات السلبية تأتي بشكل أساس من مستخدمي الإنترنت الذكور العاديين، إلا أن التنمر الإلكتروني ضد الصحفية فائزة بن محمد يُنسّق بشكل مباشر من حساب حكومي، على حد تعبير الأناضول.