خبير عسكري سوداني: الجيش لديه سيناريو للإنقاذ إذا فشل المدنيون في الوصول لحل سياسي (فيديو)

قال اللواء محمد عجيب مدير الإعلام العسكري الأسبق في السودان إن هناك انقلابًا جوهريًا أو على الأقل تحولًا واضحًا في خطاب المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وإن قيادتها تراجعت عن اللاءات الثلاثة وأصبحت الآن أكثر واقعية.
وأضاف عجيب خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، مساء الخميس، أن مؤسسة الجيش رحبت بهذا الموقف الجديد للمجلس المركزي وعدّته اعترافًا رسميًا بدور المؤسسة في الدفاع عن الأراضي السودانية وضمان الاستقرار الداخلي.
واستطرد “السودان يعيش حالة من الفوضى بعد أن رفع الجيش يده عن الحوار تاركًا المجال للقوى السياسية لتقوم بما تراه ضروريًا للبلاد”.
وقال في حال فشلت القوى السياسية السودانية في التوصل إلى حل سياسي لإخراج البلاد من الأزمة والفوضى، فإن المؤسسة العسكرية لديها سيناريو للإنقاذ.
وتابع “الجيش لن يترك السودان للفوضى، وقد يتدخل للإعلان عن حكومة وتحديد موعد انتخابات مبكرة والشروع في عمليات سياسية للانتقال الديمقراطي في البلاد”.
"ليس هناك انقلابيون في صفوفنا".. القوات المسلحة ترد على بيان المجلس المركزي لقوى #الحرية_والتغيير #السودان pic.twitter.com/YYDSmX4zYH
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 15, 2022
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله أوضح في وقت سابق الخميس أن المؤسسة العسكرية “منصرفةٌ تمامًا لتجويد أدائها ومنتبهةٌ لواجباتها وفي الوقت ذاته تعمل على تأمين الفترة الانتقالية من أيّ اختطاف دون أن تتدخل بشكل مباشر في المعترك السياسي”.
وتابع قائلًا “من الجيّد أن تعملَ بعضُ القوى السياسية على تصحيح مواقفها من القوات المسلحة. مشيرًا إلى أن القواتِ المسلحةَ تتفهَّمُ جيّدًا التحدياتِ التي تجابِهُ البلادَ في هذه المرحلة وأخطرُها محاولاتُ اتخاذِها مطيةً لتحقيق مآربَ في الوصول إلى السلطة دون تفويض شعبي”.
وذكر مدير الإعلام العسكري الأسبق في السودان أن الأحزاب الأربعة الكبرى المكونة للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ليس لها تاريخ سياسي في الانتخابات، وأن برنامج الأحزاب الأربعة يتمثل في “استمرار الفوضى وبقاء السودان في حالة اللادولة واللا حكومة”.
وقال “المؤسسة العسكرية أعطت القوى السياسية أكثر من فرصة لتحقيق التوافق على ثوابت وطنية تفضي لحكومة تصريف أعمال مستقلة، لكن يبدو أنهم غير قادرين على تصريف ما تبقى من المرحلة الانتقالية”.
وخلص عجيب إلى القول بأن قيادة قوة الحرية والتغيير يريدون أن “يبدأ التاريخ عند 25 أكتوبر/تشرين أول وما ترتب عنها من أحداث، لكن الواقع السياسي في السودان تغيير كثيرًا، وجاء الدور على هذه الأحزاب الأربعة لتعود إلى مزيد من الواقعية السياسية والخروج من دائرة الخطاب الإقصائي”.