هيمارس وجافلين وطائرات بدون طيار.. الأسلحة الغربية التي سمحت لأوكرانيا بالصمود أمام الروس

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية أن الهجوم المضاد للجيش الأوكراني في شرق البلاد، منذ بداية سبتمبر/ أيلول الجاري، سلط الكثير من الضوء على الدور الحاسم للمعدات العسكرية الغربية.
وأضافت الصحيفة أن القوات الأوكرانية قامت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية باختراق سريع للخطوط الروسية، وتمكنت من استعادة 6000 كيلومتر مربع من أراضيها بالقرب من خيرسون وخاركيف في جنوب وشمال شرق البلاد.
وقالت الصحيفة إن أوكرانيا تدين بهذه النجاحات العسكرية لشحنات الأسلحة الغربية، التي مكّنت الجيش الأوكراني من التحديث والتصدي لواحد من أعتى الجيوش في العالم.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، لكييف، في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري بأن” دعم واشنطن كان ضروريًّا لنجاح الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية”.
وقال إنه بالإضافة إلى تسليم المعدات العسكرية وتدريب الجنود، شاركت الولايات المتحدة بنظام استخباراتها مع القوات الأوكرانية من خلال الصور المأخوذة بأقمار المراقبة الأمريكية، وهو ما ساعد على تكوين نظرة عامة لمسرح العمليات.

هيمارس
وأوضحت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن تسليم واشنطن 16 قاذفة صواريخ من نوع هيماريس M142، بدءًا من يونيو/ حزيران الماضي و9 قاذفات أخرى من طراز M270، قدمتها المملكة المتحدة والنرويج وألمانيا، شكل نقطة تحول في الحرب، ومكن القوات الأكرانية من ضرب مستودعات الدخيرة والمحاور اللوجستية الروسية في عمق 80 كيلومترًا.
وأضافت الهيئة أن الإمدادات الهائلة من الذخيرة التي بلغت 800000 قذيفة من طراز 155 ملم، و144000 قذيفة من نوع 105 ملم، و85000 قذيفة من طراز 120 ملم، كانت حاسمة أيضًا في الاستجابة والتصدي لقوة نيران المدفعية الروسية ودعم جبهة يبلغ طولها 2500 كيلومتر، 1300 كيلومتر منها تعتبر نشطة.
جافلين.. كابوس الدبابات الروسية
وحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإنه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، أرسلت الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) برًّا إلى أوكرانيا عبر بولندا ورومانيا، أكثر من 17 ألف سلاح مضاد للدبابات، بما في ذلك صواريخ جافلين.
وأثارت صور الدبابات الروسية المدمرة الانتباه إلى صواريخ جافلين المضادة للدروع.

وأكد خبراء أسلحة أن هذه الصواريخ أثبتت فعاليتها بشكل خاص ضد الدبابات الروسية في الحرب على أوكرانيا، بحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت أنها دمرت 335 دبابة روسية ونحو 1100 مركبة قتالية مدرعة منذ بداية عملياتها العسكرية المضادة، إلا أنه لا توجد بيانات موثقة حول عدد صواريخ جافلين التي استخدمتها أوكرانيا في المعركة ومدى تأثيرها.
ويمكن لصواريخ جافلين استهداف أي نوع من المركبات، إلا أنها أقوى ضد الدبابات لأنها يمكن أن تضربها من الأعلى، لهذا يطلق عليها اسم “الرمح” لأن طريقة إطلاقها تشبه رمي الرمح الذي يسقط على الأرض بزاوية شديدة الانحدار.
“ثورة تقنية”.. حرب الطائرات المسيرة في أوكرانيا!
وكشفت مجريات الحرب التي اندلعت في 24 فبراير/ شباط الماضي، أن الطائرات المسيرة أضحت من أهم الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأوكراني في مواجهة التدخل العسكري الروسي.
ويمكن لمجموعة صغيرة من 4 جنود استخدام طائرة مسيرة لاستكشاف مناطق واسعة وإرسال موجز الفيديو إلى المقر الرئيسي بصورة آنية.
وعند وجود 12 وحدة من هذا القبيل تعمل في وقت واحد في مواقع مختلفة على طول خط المواجهة، يمكنها إعطاء القادة في المقر الرئيسي نظرة عامة جيدة عن ساحة المعركة، حتى أثناء الليل، فالكاميرات الحرارية “تحول الليل إلى نهار”.

وقامت شركة “أطلس أيروسبيس” ومقرها لاتفيا، حتى الآن بتسليم أكثر من 100 طائرة مسيرة للجيش الأوكراني، لكن هناك حاجة إلى المزيد.
وقال رئيس الشركة “الطائرات بدون طيار هي ثورة على المستوى التقني”.
وأضاف “يمكن للجنود في الميدان الآن إجراء استطلاع بأنفسهم، فإذا أرادت مجموعة من الجنود عبور طريق، على سبيل المثال، يمكنهم استخدام الطائرة المسيرة للتحقق مسبقًا مما إذا كان العدو قد نصب كمينًا”.