من وراء “المدفأة”.. مراسل الجزيرة مباشر ينقل عذابات أسرة سورية بين الخيام الباردة (فيديو)
فاجأت كاميرا الجزيرة مباشر، مساء الأربعاء، أسرة سورية نازحة في مخيم بريف إدلب في الشمال السوري، ليتكرر المشهد نفسه مجددًا؛ خيمة من دون مدفأة أو مدفأة من دون حطب ولا فحم.
زار مراسل الجزيرة مباشر في سوريا علاء الدين اليوسف خيمة النازحة “أم يامن” ليجدها وأطفالها الخمسة مجتمعين تحت بطانية بالية علّها تشعرهم ببعض الدفء، فتحدث إليهم من وراء مدفأة بلا وقود.
كانت أمنياتهم بالغة البساطة، إذ تأمل الطفلة شيماء أن تعود إلى المدرسة وأن يصبح لها ولأخواتها بيت بسقف إسمنتي يمنع مياه المطر من إغراق أفرشتهم، في حين تمنت الأم أن تعيش حياة آدمية.
تُعيل الأم أطفالها بعد غياب الأب منذ سنتين، وبينهم ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة حُرم من الدراسة والعمل ويحتاج إلى مصاريف إضافية بسبب وضعه الصحي.
تطبخ أم يامن طعام أطفالها على النايلون بسبب عدم توفر الغاز، وتطلب من طفلتها الصغيرة جمع أغصان الأشجار وأكياس النايلون لإشعال النار.
تساعد الصغيرة والدتها على تدبير أمور إخوتها الصغار وشقيقها الأكبر المريض. تركت شيماء مقاعد الدراسة لتساعد والدتها، تعمل الطفلة لتوفير بعض المال.
تقول الأم للجزيرة مباشر إنها ستخرج للعمل وتعيد ابنتها إلى المدرسة، وإن الأب خرج منذ سنتين ولم يعد، وإنها لا تعرف عنه شيئًا.
يسأل صغار أم يامن التدفئة لكنها تقول إن ما بيدها حيلة، يعاني أحد أطفالها من طفح جلدي من شدة البرد.
لم تزر المنظمات الإنسانية الأسرة النازحة منذ زمن، وفق الأم، ولم تصل إليهم منذ بداية الشتاء أي مساعدات من فحم أو حطب.
وأطلقت الجزيرة مباشر تغطية خاصة لأوضاع النازحين في الشمال السوري بعنوان “شتاء النازحين.. 12 شتاء قارسا”.
وتأتي التغطية في ظل شح الوقود وارتفاع أسعار الملابس وتصاعد المخاوف من تكرار سيناريو الشتاء الماضي.
وتوقع المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن يكون هذا الشتاء من أصعب المواسم على النازحين السوريين، مشددًا على أن الحاجة ماسّة إلى نحو 200 مليون دولار لسد الفجوة التمويلية لتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.