استقالة وزيرة الدفاع الألمانية بعد هجوم إعلامي
عقب سلسلة من الهفوات ألقت بظلال من الشك على كفاءتها، تقدمت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت، باستقالتها من منصبها، اليوم الاثنين، ولم يعرف حتى الآن من سيخلفها في المنصب.
وألقت لامبرخت (57 عاما) باللوم على وسائل الإعلام التي “ركزت على شخصها”، مما حال دون تمكنها من أداء عملها خلال الفترة الأخيرة واتخاذ قرارات سليمة تتعلق بالسياسات الأمنية لبلادها، على حد وصفها.
وشغلت لامبرخت سابقا منصب وزيرة العدل، واتهمتها وسائل الإعلام المحلية بأنها ارتكبت عدة “هفوات” منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا مطلع العام الماضي، ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب بإرسال أسلحة ثقيلة لمواجهة القوات الروسية، أرسلت لامبرخت إلى أوكرانيا بدلا من ذلك خمسة آلاف خوذة وسط انتقادات من كييف.
كما تعرضت وزيرة الدفاع المستقيلة لانتقادات عندما خرجت خلال احتفالات رأس السنة بتسجيل مصور، تقدم فيه التهاني بالعام الجديد، حيث ظهرت في التسجيل وسط العاصمة الألمانية برلين تتحدث عن الحرب في أوكرانيا، في حين تدوي في خلفية التسجيل المفرقعات والألعاب النارية ابتهاجًا بالعام الجديد.
وفي أعقاب انتشار التسجيل أجرى معهد “سيفي” لقياس مؤشرات الرأي، استطلاعًا، دعا فيه 77% ممن شاركوا في الاستطلاع إلى إقالة الوزيرة، وطلب 13% فقط باستمرارها في منصبها.
وعلى الصعيد المالي، نشرت مجلة “فوكس” الألمانية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تقريرًا عن “هدر مالي في غير محله،” مرتبط بعقود شراء ألمانية لطائرات “أف 35” الأمريكية. وتبين أن ألمانيا تدفع 286 مليون يورو للطائرة، في حين أن سويسرا تدفع نحو 167 مليون يورو، مما يعني أن فرق الثمن سيكلف دافعي الضرائب الألمان نحو 10 مليارات يورو.
وشهدت وزارة الدفاع الألمانية مؤخرا الكثير من النقاشات حول الهجوم الروسي على أوكرانيا، وعدم إنجاز ما تعهدت به برلين من إمدادات عسكرية لأوكرانيا، وسط اتهامات للوزيرة بأنها تعارض استمرار دعم كييف.
أما على الصعيد الشخصي، فتعرضت لامبرخت لانتقادات عدة، عندما سمحت في مايو/ أيار الماضي، لابنها ألكساندر (21 سنة) بالانتقال على متن طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الألماني، إلى جزيرة سيلت لقضاء عطلة عيد الفصح، في ذروة الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويتصدر قائمة الترشيحات لشغل منصب لامبرخت، المفوضة العسكرية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاغ (مجلس النواب الألماني)، إيفا هوغل، كما يحضر اسم الخبير بسياسات الأمن الدولي فولفغانغ شميت، المقرب من المستشار الألماني أولاف شولتز.
وتعهّدت ألمانيا بعدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتصار في حربه التي يشنها على أوكرانيا مهما كلفها ذلك من ثمن، وأعلنت عن تخصيص 100 مليار يورو من أجل تحديث قدرات الجيش الألماني تحسبًا لأي تصعيد محتمل في القارة العجوز.