الصين تندد بقيود كورونا على المسافرين منها.. وتحذير من “أخطر أسابيع الجائحة”

زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الصين
زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الصين (غيتي)

خضع تحول الصين المفاجئ في ضوابطها المرتبطة بكوفيد-19 في السابع من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، بالإضافة إلى مدى دقة بياناتها حول عدد الحالات والوفيات، لتدقيق متزايد في الداخل والخارج.

ومن المتوقع أن يدلي علماء صينيون اليوم الثلاثاء، بإفادة لمنظمة الصحة العالمية التي تأمل عقد “مناقشة مفصلة” عن تحور الفيروس.

وتشهد الصين زيادة كبيرة في أعداد الإصابات بعدما رفعت الشهر الماضي فجأة من دون استعدادات تذكر قيودًا صارمة للحد من تفشي كوفيد تمسّكت بها على مدى سنوات، وهو ما أحدث ضغطًا كبيرًا على المستشفيات ومحارق الجثث.

الصين تهدد بإجراءات مضادة

وأدانت الصين، اليوم، فرض حوالي 11 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا واليابان، إبراز فحص كوفيد على المسافرين الوافدين من أراضيها، محذّرة من أنها سترد بـ”إجراءات مضادة”.

ووصفت وزارة الخارجية الصينية القيود التي فرضتها بعض الدول على المسافرين القادمين من الصين بأنها “غير منطقية وتفتقر إلى الأساس العلمي”.

وقالت متحدثة باسم الوزارة للصحفيين “نرغب في تحسين اتصالنا مع العالم. لكن نعارض بشدة محاولات التلاعب بإجراءات الوقاية من الجائحة ومكافحتها لأغراض سياسية، وسنتخذ الإجراءات المناسبة في المواقف المختلفة وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل”.

دور الجنائز ذكرت ارتفاعا في الطلب على خدماتها (رويترز)

ورغم احتجاجات بيجين، فقد أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن الثلاثاء، لإذاعة “فرانس إنفو”، أن بلادها ستبقي قرارها إلزام المسافرين الوافدين من الصين بالخضوع لفحوص كوفيد.

وأشارت دول عدة إلى غياب الشفافية في الصين بشأن بيانات الإصابات وخطر ظهور متحورات جديدة، وجعلت ذلك سببا لفرض قيود على المسافرين الآتين من الدولة الآسيوية.

وأوقفت الصين العمل بسياسة “صفر-كوفيد” التي دافع عنها الرئيس شي جين بينغ في أعقاب الاحتجاجات التي مثلت أكبر استياء عامّ منذ توليه مقاليد السلطة في البلاد، وتزامن ذلك مع تحقيق الصين أبطأ نمو اقتصادي لها منذ نحو نصف قرن.

ومع انتشار كوفيد-19 دون قيود، أبلغت دور الجنائز عن ارتفاع في الطلب على خدماتها، ويتوقع خبراء صحة في أنحاء العالم أن تسجل الصين ما لا يقل عن مليون وفاة هذا العام.

تفشٍّ متسارع

ونقلت وسائل إعلام صينية رسمية الثلاثاء، عن كبير الأطباء في أحد أكبر مستشفيات شنغهاي قوله إن 70% من سكان المدينة قد يكونون مصابين بكوفيد-19. وفي مقاطعة تجيجيانغ المجاورة، أعلنت سلطات مكافحة الأمراض اليوم تسجيل مليون إصابة جديدة بكوفيد-19 في الأيام الأخيرة.

وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن منطقة الطوارئ في مستشفى تشونغشان في شنغهاي كانت مكتظة بالمرضى اليوم. وأشارت إلى أن بعضهم كان يرقد على أسرّة في ممر المستشفى ويتلقى العلاج الوريدي، في حين كان عشرات آخرون يقفون في طوابير حولهم في انتظار طبيب يفحصهم.

وتستعدّ السلطات الصينية لمواجهة طفرة وبائية جديدة تضرب المناطق الريفية الداخلية التي تعاني من نقص الموارد، في وقت يستعدّ فيه ملايين الأشخاص للسفر إلى قراهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الجديدة اعتبارًا من 21 يناير/ كانون الثاني.

دعت منظمة الصحة العلماء الصينيين لتقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي (غيتي)

اجتماع منظمة الصحة

حثت منظمة الصحة العالمية مسؤولي الصحة الصينيين على مشاركة معلومات محددة وآنية حول تفشي المرض بانتظام، ومشاركة البيانات حول حالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات المرتبطة بكوفيد-19.

ودعت المنظمة العلماء الصينيين إلى تقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي في اجتماع يُعقد اليوم الثلاثاء للفريق الاستشاري التقني المعني بتطور الفيروس. ويتوقع عقد “مناقشة مفصلة” حول متحورات الفيروس في الصين والعالم.

ومن المتوقع أن يقدم العلماء الصينيون عرضا حول هذا الأمر في أثناء الاجتماع. لكن بعض الخبراء شككوا في أن تكون الصين صريحة في البيانات التي ستقدمها.

وسيعقد مسؤولو الصحة في الاتحاد الأوربي اجتماعًا غدًا الأربعاء لبحث استجابة منسقة بشأن فحص القادمين من الصين إلى البلدان الأوربية.

أخطر أسابيع الجائحة

مع إصابة العمال والمتسوقين الصينيين بالمرض، تتزايد المخاوف بشأن آفاق النمو على المدى القريب في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، مما يتسبب في تقلب الأسواق المالية العالمية.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن الزيادة الكبيرة المتوقعة في الإصابات بفيروس كورونا هناك خلال الأشهر المقبلة ستلحق الضرر بالاقتصاد الصيني على الأرجح هذا العام، وتؤثر في نمو المنطقة والعالم.

وأظهر مسح اليوم الثلاثاء، أن نشاط المصانع الصينية انكمش الشهر الماضي. وحذر محللو كابيتال إيكونوميكس من أن “الصين تدخل أخطر أسابيع الجائحة”.

المصدر : وكالات