كيف أصبحت إسطنبول الوجهة الرئيسية لعشاق الطعام حول العالم؟ (إعلان)

تُعَد إسطنبول هي المدينة الجديدة الرائجة ومركزًا للمأكولات عالمية المستوى، تتميز بتنوعها وحيويتها كأحيائها المختلفة، من المطبخ التقليدي في المدينة القديمة وقوائم الطعام التجريبية الأناضولية الحديثة في بيوغلو وبومونتي إلى أطيب أنواع الأسماك على ساحل البسفور، هناك الكثير لاستكشافه لعشاق الطعام المخلصين في هذه المدينة ذات النكهات التي لا تُنسى.
وتُمثل إسطنبول نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث تلبي المدينة جميع الأذواق، بمطاعمها التقليدية التي تعيد إحياء المطبخ العثماني، والمطاعم الفاخرة الحديثة، فضلًا عن المطاعم الصحية التي تقدم بدائل متميزة للنباتيين ومحبي الأنظمة الغذائية الصحية.
كما أن إسطنبول، لكونها نقطة التقاء قارتين، تضم في طياتها خصائص كل إقليم من أقاليمها الممتدة، وتنتظر زوارها رحلة مذهلة في عالم المأكولات لاستكشاف “مذاق” تركيا.

المدينة القديمة.. رحلة ممتعة مع النكهات الخالدة
يمكنك أن تبدأ رحلتك الممتعة مع منطقة السلطان أحمد، حيث توجد المدينة القديمة وواحد من أهم أسواق المواد الغذائية ألا وهو “بازار التوابل”.
ويزدهر هذا السوق المغطى منذ تأسيسه في عام 1664، مع تلاله الرمزية من التوابل بألوانها المتنوعة، والحلويات التقليدية، والفواكه المجففة والمكسرات.
في الخارج، يمتد بائعون على الجانبين لبيع مجموعة لا تنتهي من الجبن والخضروات المخللة على طول الشوارع، بينما يعبق الهواء برائحة القهوة التركية المحمصة حديثًا من محامص القهوة التاريخية.
وتتوفر أكشاك الطعام في الشوارع والزوايا بكثرة في المدينة القديمة، حيث يمكن للشخص أن يجد أكشاكًا تبيع (سندويتشات السمك) في إيمينونو، بالإضافة إلى السميت (معجنات دائرية مغطاة بالسمسم) والكستناء المشوية والذرة المشوية.
وتُعَد المدينة القديمة أيضًا هي المكان الذي تستمر فيه بعض المطاعم القديمة في إسطنبول في تقديم الأطباق التقليدية المستوحاة من المطبخ العثماني والتي يعود تاريخها إلى الأرشيف السلطاني، مثل “كافون دولماسي”، وهو طبق عثماني حلو وحامض يحتوي على شمام يتم حشوه بخليط من اللحم المفروم واللوز والزبيب.
روعة المطبخ التركي الحديث
يُعَد المشي فوق جسر غالاتا رفقة صياديه الرمزيين أشبه برحلة عبر الزمن، فبمجرد وصول الشخص إلى “كاراكوي” والمضي في طريقه إلى “بي أوغلو” وفيما بعد “بومونتي”، تنكشف أمامه رقعة واسعة من المأكولات الحديثة في المدينة بكل روعتها.
ينتظرك في هذه الأحياء الجميلة بعض أفضل المطاعم الفاخرة في إسطنبول مع قوائم طعام مختارة بعناية، وتتمتع المطاعم الفاخرة الرائدة في إسطنبول بإطلالات خلابة على المدينة من غرف الطعام الحديثة ذات النوافذ من الأرض إلى السقف.
وتُمثل أطباق الطعام في القائمة كرنفالا أشبه ما يكون بالأعمال الفنية، احتفالًا بعالم الأناضول الغني بالوصفات الشهية، التي يعيد مشاهير الطهاة تفسيرها بعبقرية إبداعية.

وليمة على ضفاف البوسفور
ما من شك أن إسطنبول هي مدينة متطورة وحديثة، لكنّ ثمة شيئًا واحدًا لم يتغير منذ قرون، إنه العلاقة الحميمة لسكان المدينة مع البوسفور، هذا المضيق الطبيعي الممتد بطول 30 كيلومترًا حاملًا بين جنباته سربًا متدفقًا من الأسماك الطازجة إلى المدينة.
وبينما تجعل الممرات النافورية والأشجار الخضراء المحيطة بها البوسفور وجهة رئيسية للاسترخاء والابتعاد عن صخب إسطنبول، تشتهر أحياء مثل (أرناؤط كوي وبيبيك وروملي هاسار ويني كوي وأناضولو هاسار) بمقاهيها ومطاعمها التي تقدّم وجبة الإفطار التركية التقليدية، وهي عبارة عن وليمة طويلة تحوي الكثير من الأطعمة المالحة والحلوة، بما فيها أطباق البيض مثل المَنَمَن، واللحوم المعلبة، وأصناف الجبن والزيتون، والمربى والفواكه والمكسرات، وأنواع الخبز المحلي بما في ذلك السميت المغطى بالسمسم.
كما أن شواطئ البوسفور مليئة بمطاعم الأسماك الراقية، حيث يتم تقديم المقبلات الباردة، وشواء الأسماك الطازجة التي تُقدَّم مع شرائح الليمون.

المتعة والبساطة في الوقت نفسه
في إسطنبول يمكن للزائر أن يستمتع ببعض من أفضل النكهات المحلية في (مطاعم الخدمة الذاتية) esnaf lokantası التي تقدّم أطباقًا من المطبخ التركي المنزلي بشكله التقليدي.
أما في (بيت الشواء) فيمكنك تذوق مجموعة متنوعة من أنواع الكباب حول شواية ضخمة، أو في الحانات حيث يتم تقديم مجموعة غنية من المقبلات مصحوبة بمحادثات طويلة بين الأصدقاء، وفي بعض الأحيان بصحبة موسيقيي الشوارع أيضًا.
وسواء كنت في إحدى الحانات أو في أحد مطاعم الأسماك، فيمكنك البدء بمجموعة من الأطباق الكلاسيكية الشهيرة، مثل لاكيردا (سمك البونيتو المملح والمجفف)، أو تاراما (بيض سمك الكود مخلوط مع زيت الزيتون وعصير الليمون والخبز)، وهناك أيضًا بيض سمك البوري الرمادي المملح والمجفف المغطى بالشمع، وهو من بين الخيارات المحلية لأطباق الأسماك المحفوظة.
وعادةً ما يتم تقديم هذه الأطباق مع المقبلات النباتية المنعشة مثل الفافا (بوريه البازلاء)، وسلطة الباذنجان المشوي، والحيدري (صلصة الزبادي مع الثوم والأعشاب الطازجة)، ثم يتبعها أطباق الأرا سيجاك (المقبلات الساخنة) مثل بوريك باجانا (لفائف العجين المقلية مع اللحم المقدد)، وكالامار تافا (حلقات الحبار المقلية) أو كاريديش كوفيج (طبق كبسة الروبيان).
وأخيرًا، يتم تقديم سمكة الاختيار الخاصة بك، سواء كان سمك السلمون أو سمك البونيتو أو سمك البلطي أو سمك البحر المشوي أو المخبوز، بالإضافة إلى سمك الماكريل والأنشوجة المقلية، وذلك حسب فصل السنة.

على الضفة الأخرى من البوسفور، يتمتع حيّ “مودا” الساحلي في منطقة كاديكوي التاريخية بسحره الخاص، إذ يُعَد أحد أفضل الأماكن للاستمتاع بحيوية المدينة الشابة، مع حدائقها الساحلية التي تمتد على مسافات طويلة، فضلًا عن المقاهي المزدحمة في الحي، والحانات، ومحال الطعام الشعبية.
بالطبع لا يمكن ذكر كاديكوي دون الإشارة إلى سوقها الشهيرة المزدهرة، حيث يمكن العثور على كل شيء من الأسماك الطازجة إلى المخللات والزيتون والجبن والمنتجات الزراعية والقهوة، وذلك عبر شبكة من المتاجر المتراصة والباعة المتحمسين.
وهناك يمكنك أيضًا تجربة أفضل أنواع الأطعمة الشعبية، مثل الدونر كباب (لحم مطبوخ على المشواة العمودية)، والميديا دولمة (محار محشو بالأرز العطري)، والكوكوريتش (أمعاء لحم الضأن المشوية برفقة بهارات خاصة).
وتقدّم السوق والشوارع المحيطة بها أيضًا العديد من المحال لعشاق الحلوى، حيث يمكنك تذوق اللوكوم (التركي الحلو)، وجميع أنواع البقلاوة والأرز بالحليب، بما في ذلك وصفة قديمة تعود إلى قرون لطبق “تافوك غوسو” وهو مزيج من الأرز بالحليب مع صدور الدجاج المفروم لإضفاء ملمس خاص على الحلوى.

وبعد ملء حقائبك بأشهى الأطعمة التي تقدمها المدينة، تنتهي الرحلة في أحد المطاعم المحلية بالقرب من سوق كاديكوي، مع وجبة لذيذة من أطباق الأناضول الكلاسيكية مثل شوربة العدس الحمراء، والباذنجان المجفف المحشو والفلفل الحلو المحشو، وأوراق العنب المحشوة، وجميع أنواع الكفتة المقلية والمسلوقة والمخبوزة وغيرها. إنه نوع من الوجبات التي يقوم بها سكان هذا البلد ويستمتعون بها منذ قرون، تُقدَّم في مدينة تتميز بثقافتها الغذائية الفريدة التي تجمع بين التراث والحيوية والمعاصرة.
تبحث عن أفضل وجهة؟ إليك نصائح دليل ميشلان
على مر العصور، كانت إسطنبول مركزًا للتقاليد الغذائية التي تمتد عبر القارات، وكذلك مهد المطابخ العثمانية السلطانية. وقد تم اختيارها الوجهة رقم (38) في دليل ميشلان، وهو أحد أوسع الأدلة السياحية انتشارًا، كما باتت نجومه التقديرية مصدر تباهٍ بين الطهاة الحاصلين عليها. والآن حان الوقت لاكتشاف هذه المطاعم التي تستعد لاستقبال السياح الذواقة في رحلة عبر النكهة والعطر والثقافة والزمن.

هناك 53 مطعما بإسطنبول تم إدراجها في دليل ميشلان لعام 2023. وحصل مطعم “تورك فاتح توتاك” على نجمتي ميشلان، فيما حاز مطعم “نيولوكال” نجمة ميشلان الخضراء، بالإضافة لـ10 مطاعم أخرى تم إدراجها ضمن قائمة “بيب غورماند”، تأكيداً على جودة الأطباق التي تقدّمها وبأسعار جذابة.