الصحة العالمية تعلن فقدان الاتصال مع مجمع الشفاء الطبي في غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية فقدان الاتصال مع الأشخاص الذين تتعامل معهم في مستشفى الشفاء -وهو أكبر مجمع طبي في غزة- جراء الهجمات الإسرائيلية المروعة على المستشفى.
وقالت المنظمة في بيان لها، فجر اليوم الأحد، إنها “فقدت الاتصال مع أشخاص تتعامل معهم في مستشفى الشفاء، وهناك خوف على سلامة العاملين الصحيين والمرضى والمصابين والأطفال في الحضّانات وأعداد من النازحين داخل المستشفى”.
وأكدت أنه “مع استمرار ظهور تقارير مروعة عن تعرُّض المستشفى لهجمات متكررة، فإننا نفترض أن من نتعامل معهم هناك انضموا إلى عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من المنطقة”.
وِأشارت المنظمة إلى تقارير تفيد بأن بعض مَن فروا من المستشفى تعرضوا لإطلاق النار عليهم وجرحوا، وأضاف البيان أنه على مدى آخر 48 ساعة، وردت تقارير بتكرار تعرُّض مستشفى الشفاء لهجمات أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وجرح الكثيرين.
Deeply worrisome and frightening: @WHO has lost contact with its focal points in Al-Shifa Hospital in #Gaza, amid horrifying reports of the hospital facing repeated attacks.
There are reports that some of those who fled the hospital have been shot at, wounded, or killed.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 12, 2023
وأفاد البيان بتعرّض وحدة العناية المركزة لتلفيات من جراء القصف، كما حدثت تلفيات أيضًا في بعض أماكن من المستشفى كان النازحون يحتمون بها. كما وردت تقارير بأن مريضًا متصلًا بأنبوب تنفس قد تُوفي نتيجة قطع الكهرباء لبعض الوقت.
ولفت البيان إلى أنه وفقًا لآخر تقارير، فإن المستشفى محاط بالدبابات، كما ذكر طاقم المستشفى عدم توافر المياه النظيفة ووجود خطر لتوقف آخر الخدمات الحيوية التي كانت مستمرة، ومنها وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي والحضّانات، عن العمل بسبب نقص الوقود. وإذا حدث ذلك، فستتعرض حياة المرضى لخطر داهم.
وأعربت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء سلامة العاملين الصحيين ومئات المرضى والمصابين، بمن فيهم الأطفال في الحضّانات والنازحون الذين ما زالوا داخل مستشفى الشفاء. ووفقًا لآخر تقارير، فإن عدد المرضى الداخليين يكاد يكون ضعف سعة المستشفى، رغم اقتصار الخدمات على الرعاية الطارئة اللازمة لإنقاذ الأرواح.
وكررت المنظمة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لكونه السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح ووضع حد للمعاناة المروعة هناك.
وتزداد الأوضاع تدهورا مع توقف المزيد من مستشفيات غزة التي باتت منذ أيام في مرمى النيران الإسرائيلية. وشنت طائرات الاحتلال غارات على محيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا، وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية تحاصر مستشفى القدس التابع لها في غزة من جميع الجهات، وتتمركز على بُعد 20 مترًا منه.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن مستشفيات غزة تعرضت لقصف متواصل خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما لا تزال الفرق الطبية والمرضى بداخلها، مطالبة بإيقاف عاجل لإطلاق النار على مستشفيات القطاع حتى يتمكن الأطباء من إنقاذ حياة المصابين.
ويتواصل عدوان الاحتلال المكثف وغير المسبوق لليوم الـ37 على قطاع غزة، بقصفه جوًّا وبحرًا وبرًّا، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بينما لا يزال المئات تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بسبب الأوضاع الميدانية الخطرة.
يأتي ذلك وسط حصار شديد على القطاع وقطع للكهرباء والماء ومنع لدخول الأدوية والمواد الغذائية والمساعدات الحيوية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني وخطورته على حياة المدنيين.