وزير إسرائيلي: توزيع أهالي غزة على دول العالم سينهي معاناة اليهود ويحل الصراع

أثار وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الجدل بتبنيه دعوة إلى “توزيع أهالي غزة” على دول العالم من أجل “إنهاء معاناة اليهود والعرب على حد سواء”، وفق زعمه.
وادعى سموتريتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف في تغريدة على منصة “إكس”، اليوم الثلاثاء، أن “الهجرة الطوعية واستيعاب عرب غزة في دول العالم هو حل إنساني ينهي معاناة اليهود والعرب على حد سواء”.
وأضاف: “أرحب بمبادرة الإجلاء الطوعي لعرب غزة إلى دول العالم، هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عاما من اللجوء والفقر والمخاطر”.
وقال وزير المالية المتطرف إن “معظم سكان غزة هم الجيل الرابع والخامس من لاجئي عام 48، الذين بدلا من إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، تم احتجازهم كرهائن في غزة في الفقر والاكتظاظ، وكانوا رمزا للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وإعادة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبريا”، وفق تعبيره.
وأردف قائلا “هذا أيضا هو السبب وراء الكراهية الشديدة التي ينشأ عليها سكان غزة ويتعلمونها اتجاه دولة إسرائيل واليهود”.
ويُطلق مصطلح “النكبة” على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بأيدي “عصابات صهيونية مسلحة” عام 1948 وهو العام الذي شهد إعلان “دولة” الاحتلال على أراضٍ فلسطينية محتلة.
واعتبر سموتريتش أن “أرضا بمساحة صغيرة مثل قطاع غزة، بدون موارد طبيعية ومصادر رزق مستقلة، ليس لديها فرصة للوجود بشكل مستقل، اقتصاديا وسياسيا، بهذه الكثافة العالية لفترة طويلة”.
وقال: “ولهذا السبب، فإن قبول اللاجئين من قبل دول العالم التي تريد حقا مصالحهم الفضلى، بدعم ومساعدة مالية سخية من المجتمع الدولي، هو الحل الوحيد الذي سيضع حدا لمشكلة اللاجئين ومعاناة وألم اليهود والعرب على حد سواء”.
وأضاف الوزير: “لن تتمكن دولة إسرائيل بعد الآن من التصالح مع وجود كيان مستقل في غزة”.

رفض مصري
ورفض وزير الخارجية المصرية سامح شكري، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، ووصفها بأنها “غير مسؤولة وتخالف في مجملها قواعد وأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وأكد وزير الخارجية على أن التصريح “يعد تعبيرًا عن سياسة الحكومة الإسرائيلية المخالفة للقوانين الدولية، وأن أية محاولة لتبرير وتشجيع تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، هي أمر مرفوض مصريًّا ودوليًّا جُملةً وتفصيلًا”.
واستهجن شكري الحديث عن عملية النزوح وكأنها تحدث بشكل طوعي، مشيرًا إلى أن “نزوح المواطنين في غزة هو نتاج الاستهداف العسكري المتعمد للمدنيين بالقطاع، وعمليات حصار وتجويع مقصودة، تستهدف خلق الظروف التي تؤدي إلى ترك المواطنين منازلهم ومناطق إقامتهم، في جريمة حرب مكتملة الأركان وفقًا لأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949”.
وجاءت تصريحات سموتريتش تعقيبًا على مقال مشترك للنائب داني دانون، من حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والنائب رام بن باراك، من حزب “هناك مستقبل” برئاسة زعيم المعارضة يائير لابيد، نشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
ومنذ 39 يوما، يشنّ الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، دمر خلالها أحياء فوق رؤوس ساكنيها، مخلفا 11 ألفا و240 شهيدا فلسطينيا، بينهم 4 آلاف و630 طفلا، و3 آلاف و130 امرأة، فضلا عن 29 ألف مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية.