“بلد الحريات لاحقتني ووصفتني بالإرهابية”.. مريم أبو دقة تتحدث للجزيرة مباشر بعد ترحيلها من فرنسا (فيديو)
حظيت باستقبال واسع وحفاوة بالغة في مصر بوصفها أحد الرموز النسائية الفلسطينية
لم يتوقف قطار النضال للناشطة الفلسطينية والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، الذي تمتد رحلته إلى أكثر من 71 عامًا، إذ وجدت نفسها ملاحقة أمنيًّا وقيد الإقامة الجبرية في “بلد الحريات” فرنسا بسبب الانحياز إلى إسرائيل.
فبعد نحو 3 عقود من الاستقرار في قطاع غزة، وجدت أبو دقة نفسها تنتقل من بلد إلى آخر، وتواصل رحلة النضال والدفاع عن القضية الفلسطينية التي بدأت قبل أكثر من 5 عقود عندما كانت فتاة ترفع شعار “الحرية لفلسطين”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأبو عبيدة: فقدنا الاتصال بمجموعات مكلفة بحماية أسرى العدو ومصيرهم لا يزال مجهولا
مي الكيلة: 26 مستشفى خارج الخدمة في غزة والاحتلال يرتكب إبادة جماعية بحق قطاعها الصحي (فيديو)
أردوغان: لو ارتكبت دولة مسلمة جرائم إسرائيل لتدخل القضاء الدولي فورا (فيديو)
بعد أيام من قيام السلطات الفرنسية بترحيلها إلى مصر، حظيت أبو دقة باستقبال واسع وحفاوة بالغة بوصفها أحد الرموز النسائية الفلسطينية التي لا تزال تناضل من أجل قيام دولة فلسطين وعاصمتها “القدس الشريف”.
المناضلة الفلسطينية تحدثت إلى موقع الجزيرة مباشر من محطتها الجديدة بالقاهرة، حيث تواصل رحلتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية وكشف انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ودحض أكاذيبه التي يروجها للعالم. وهذا نص الحوار:
-
بداية، البعض يتساءل: من هي المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقة؟
● أنا مريم أبو دقة من قطاع غزة بفلسطين المحتلة، مواليد عام 1952، أحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة صوفيا.
انخرطت في العمل الوطني والنضالي منذ 55 عامًا، اعتقلتني سلطات الاحتلال وكان عمري 15 عامًا، ثم أبعدتني إلى الأردن لمدة 30 عامًا، وعدت إلى فلسطين عام 1995 بعد اتفاقية أوسلو حيث كنت ممنوعة من الدخول.
#فرنسا ترحّل الفلسطينية مريم أبو دقة إلى #مصر
التفاصيل 👇🏻https://t.co/ddXdbw8HK8— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 11, 2023
-
لماذا زرتِ فرنسا؟ وكيف كان جدول الزيارة؟
● قبل أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، تلقيت دعوة من الأحزاب اليسارية في فرنسا لإلقاء 17 محاضرة، وحضور عرض فيلم عن القضية الفلسطينية كنت أحد الذين ظهروا فيه من أجل مناقشته مع الجمهور “يلا غزة” يحكي عن ظروف الاحتلال والواقع والحصار والدمار والحروب التي يتعرض لها القطاع وآراء متنوعة من مختصين.
هذه المرة الأولى التي أزور فيها فرنسا
هذه المرة الأولى التي أزور فيها فرنسا، وكان دوري إلقاء الضوء على قضايا النساء الفلسطينيات الأسيرات المحررات والأسيرات في السجون، وقضايا الأطفال والعمال، وأوضاع شعبنا المحتل منذ عقود في ظل الحصار والعدوان المتكرر منذ أكثر من 70 عامًا.
-
كيف كان رد فعل السلطات الفرنسية على محاضراتك وكلماتك خاصة بعد عملية طوفان الأقصى؟
● في البداية فوجئت بأن هنالك حملة ضدي منذ وصولي وبعد عمل اللقاء الأول، أشاعوا أنني “إرهابية”، وما الذي جاء بها إلى هنا؟ ووصفوا الثورة ضد الاحتلال بأنها إرهاب، ولكني تجاهلت هذا الهجوم وكل هذه الدعاوى، وواصلت زيارتي، وعندما كانت السلطات تمنعنا من المحاضرة في مكان نذهب إلى مكان آخر، وعندما وصلنا إلى مرسيليا تمت المطاردة، ويوم الحرب كانت لديَّ محاضرة في تولوز، ولاحقتني الشرطة في الشارع.
كل دول العالم تعرف أننا تحت الاحتلال
هذه فرنسا العظيمة صاحبة الدساتير وحقوق الإنسان، وكأني في دولة الاحتلال، وألقوا القبض عليَّ، وصادروا جواز سفري، ووضعوني قيد الإقامة الجبرية، وبعد ذلك رفعنا قضية وكسبناها، وبعد أن تحررت، استأنف وزير الداخلية على القرار، وتمّت إحالتي إلى المحكمة التي كانت هزلية، لا يوجد بها أي دليل سوى أن الجبهة الشعبية “تنظيم إرهابي” ومحظورة، وأخبروني أني قيادية في الجبهة.
قلت لهم: أنا مناضلة، والشعب الفلسطيني يناضل من أجل التحرير والحرية والاستقلال، ومنظمة التحرير الفلسطينية معترَف بها دوليًّا، ونحن جزء من منظمة التحرير، ونحن ضد الإرهاب، نناضل من أجل تحرر بلادنا، ومشكلتنا مع الاحتلال، وكل دول العالم تعرف أننا تحت الاحتلال، ومن حقنا النضال حتى تحقيق حريتنا واستقلالنا وفقًا للشرعية الدولية.
"وضعوني تحت الإقامة الجبرية".. القيادية الفلسطينية مريم أبو دقة تروي تفاصيل ترحيلها من فرنسا pic.twitter.com/Oow3IcXz3Q
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 12, 2023
-
لم تنجح زيارتك إلى فرنسا بسبب ملاحقات الشرطة والقضاء؟
● للأسف، أجّلوا المحكمة إلى يومين، وبدؤوا في البحث عن منشورات لي على فيسبوك، وشرعوا في محاكمتي، وحاكموا الثورة الفلسطينية من خلالي، وكان هذا الموقف قد أثار الشارع الفرنسي والقوى الديمقراطية واليسارية في فرنسا، وكانت هناك حملة تضامن واسعة، وتحولت قضيتي إلى قضية رأي عام، وهذا مكسب للقضية الفلسطينية لأني أمثل قضية عادلة يجب أن تنتصر.
-
كيف تفسرين ما حدث معك في “عاصمة الحريات والنور” كما يقولون؟
● رأيت تغلغل “الفكر الصهيوني والدعاية الصهيونية” المنتشرة هناك، والتي تؤثر في القرار السياسي، حاولوا تكميم فمي، وعندما اندلعت الحرب وأنا هناك، لا يريدون أن أتحدث عن الشهداء من عائلتي، فأين إذَن هي حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي؟ اكتشفت واقعيًّا أن كل الشعارات كلمات جوفاء تُستخدم ضدنا ولا تُطبَّق علينا. ممنوع رفع الأعلام، وممنوع التظاهر.
المسموح به هو وجهة النظر الحكومية “الصهيونية” المبنية على الكذب والنفاق والانحياز الكامل، من أين جاؤوا بعبارة من حق المحتل أن يدافع عن نفسه؟ وهي قوة احتلال، من باب أولى أن يدافع الشعب المحتل ضد الاحتلال، كل القوانين الدولية يجب أن تتغير، يبدو أنها لصالح القوى المهيمنة.
معركتنا مع الاحتلال هي معركة حياة أو موت، معركة وجود وليست معركة حدود
ليس من المعقول أنه بعد 75 عامًا، هي عمر القضية الفلسطينية، بين ذبح وقتل وتشريد ولجوء وصدور مئات القرارات لصالح الشعب الفلسطيني، لا يتم تطبيق أي قرار حتى اللحظة، وبالتالي أرى أن معركتنا مع الاحتلال هي معركة حياة أو موت، معركة وجود وليست معركة حدود، مرتبطة ارتباط جذري وكلي مع أمتنا العربية، والهدف السيطرة على المنطقة العربية والبوابة الفلسطينية.
غزة تواجه حربًا كبيرة وحدها بالأساطيل الأمريكية والغربية، الذين قاموا بغرس “الكيان الصهيوني” من أجل التخلص من اليهود، وبالتالي هم يخشون هزيمة إسرائيل حتى لا يعودوا إليهم، بما يهدد المشروع الإمبريالي وقاعدته التي تحرس مصالحهم.