أسرة شهيد أسير تكشف الانتهاكات التي تعرض لها قبل استشهاده في سجون الاحتلال (فيديو)

وسط الحزن الشديد وبملامح صامدة، عبّرت أم الشهيد الأسير ثائر سميح أبو عصب-وهي تجلس بصحبة عائلتها- عن ألمها لفقدان فلذة كبدها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
والتقت كاميرا الجزيرة مباشر، أسرة الشهيد الأسير (ثائر أبو عصب) حيث كشفت الأسرة عن حجم الانتهاكات الكبيرة التي تعرض لها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل استشهاده.
وقالت أم الشهيد ثائر أبو عصب “على مدار 19 عاماً كنت أزوره، لم يكن يشكو من أي مرض.. كان قوياً.. لكن في ذلك اليوم دخلت قوات الاحتلال إلى السجن وقمعوه والآخرين وبعد الاعتداء عليه بنحو نصف ساعة وصلنا خبر استشهاده”.

صامداً ويحظى باحترام الجميع
ووصفت الأم المكلومة ولدها وقالت إنه كان صامداً ويحظى بحب وتقدير واحترام الجميع، وقالت “كان يهتم بي رغم الأسر.. ويطلب مني الذهاب للطبيب حتى لو أحس بمجرد إحساس إني أعاني من ألم ما”.
وكان يقول لها ممازحا “سأخرج في صفقة تبادل الأسرى وستجديني يوماً ما أدخل من باب المنزل وأوقظك يا أمي”.
وقالت إن ابنها ثائر اتصل بها قبل نحو 10 أيام من استشهاده، ليطمئن على أفراد عائلته، مطالباً إياها بأن تكون بخير ولا تقلق عليه، واصفاً نفسه بالبطل داخل السجون.

“كان متفائلا”
وقالت شقيقة الشهيد فاطمة أبو عصب، إن آخر زيارة إلى شقيقها في محبسه كانت إيجابية للغاية، وكان يتمتع بصحه جيدة وكان متفائلا.
وأضافت “كنت أطمئن أمي وأقول لها ستجدي ثائر يأتي إلى سريرك، كنا نأمل خروجه ضمن صفقة تبادل الأسرى القادمة لكن الحمد لله، الله اختاره ليكون شهيداً”.
“تكسير العظام”.
وأكد معاذ أبو عصب -شقيق الشهيد- أن الأوضاع الإنسانية المتردية التي يعيشها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، من بينها الاعتداءات الجسدية المتكررة، هي التي أودت بحياة شقيقه.
وقال “يوم السبت الماضي في تمام السابعة والنصف اقتحمت وحدة عسكرية إسرائيلية القسم 6 الخاص بالأسرى الفلسطينيين تحديداً الغرفة رقم 24، وبدأت عمليات الضرب العشوائي المبرح وصلت إلى درجة تكسير العظام”.
وأشار إلى أن ما يحدث مع الأسرى لا يمكن وصفه، من عمليات القمع والإذلال، وقطع المياه عنهم، مؤكدا عدم توفر الماء سوى مرة أسبوعيا، إلى جانب تكدس 20 أسيرا في غرفة واحدة.
وعبّر شقيق الشهيد عن غضبه من رواية الاحتلال الكاذبة حول استشهاد أخيه، إذ أخبروهم في بداية الأمر بأنه كان مريضا، مؤكدا أن إسرائيل تمنع الأسرى المفرج عنهم من الحديث حول ما حدث داخل السجون مع بداية عملية طوفان الأقصى.
وفيما يخص آخر لقاء جمعه مع شقيقه، قال معاذ “سألت أخي ذات يوم حول ما إذا كان نادما على ضياع قرابة 20 عاما في سجون الاحتلال، وبخني وقال لي أنا فخور بما فعلت، ولست نادما أبدا”.
وعن أمنيات الشهيد أبو عصب قال شقيقه بأسى، كان الشهيد الأسير يتمنى أن يخرج من محبسه ويسافر مع والدته إلى مكان هادئ، ليعوض سنوات حياته الطويلة التي قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي