أجواء من القمع والترهيب.. فلسطينيو الداخل يواجهون بنادق المتشددين واتهامات بدعم الإرهاب
يعيش فلسطينيو الداخل أياما عصيبة منذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي. إذ تحاصرهم حملات تهدف لإسكات أي صوت متضامن مع غزة، منتقد لقصف إسرائيل للمدنيين، وتلاحقهم تهم دعم ومساندة الإرهاب، ويواجهون تحريضا لا يتوقف من قبل جماعات إسرائيلية تم تسليحها بآلاف البنادق مع بداية الحرب.
وقالت عايدة توما، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، للجزيرة مباشر “لجنة السلوكيات في الكنيست قررت أن توقف مشاركاتي في كل اللجان لمجرد أنني نشرت تغريدة تتضمن شهادات لأطباء في مستشفى الشفاء في غزة، بذريعة نشر أخبار غير صحيحة. لكن الهدف الحقيقي هو الانصياع للأجواء الفاشية التي نعيشها.
وأضافت عايدة توما أن هناك حملة للإخراس والقمع تمارس تحت غطاء الحرب في غزة، إذ تم تقديم أكثر من مائة لائحة اتهام ضد شباب وشابات عربيات بتهمة التضامن مع العدو، ومخالفة قانون منع الإرهاب، استنادا إلى ما نشروه على مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن رفضهم لقتل المدنيين في غزة، وهناك نحو 400 معتقل من بينهم حتى الآن”.
عاجل | عضو الكنيست الإسرائيلي عايدة توما سليمان: الحروب لن تحل أي مشكلة بل تجلب الأزمة تلو الأخرى
— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) November 18, 2023
وقال سامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والعضو السابق في الكنيست، للجزيرة مباشر “إسرائيل تفرض علينا أجواء من القمع والترهيب لمنع أي صوت يرفض الحرب.
وأشار إلى أنهم حاولوا تنظيم مظاهرة أو مسيرة أو ندوة، بمشاركة عرب ويهود، للتعبير عن موقفهم الرافض للحرب، فلم تسمح إسرائيل بأي منها.
وأوضح أننهم نظموا وقفة احتجاجية لأقل من 50 فردا، وهو تجمع لا يستلزم تصريحا حسب القانون، لرفع شعار “أوقفوا الحرب”، إلا أن الشرطة اعتقلتهم، ولم يجد المحققون أي أساس قانوني للاعتقال فأطلقوا سراحهم. مؤكدا أن أي صوت يدعو لوقف الحرب مرفوض تماما من قبل السلطات الإسرائيلية.
مجموعات فاشية مسلحة تلاحق رافضي الحرب
وأوضح أبو شحادة أن هناك تحريضا مستمرا من قبل وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، على القيادات العربية، وعلى المجتمع العربي الذي يضم 1.7 مليون فرد من أبناء الشعب العربي الفلسطيني الذين تشن إسرائيل حربا على أهلهم في غزة.
وأضاف إن بن غفير، الذي تمت إدانته بالإرهاب حسب القانون الإسرائيلي، قام مع اندلاع الحرب في غزة بتسليح مجموعات يهودية متطرفة بآلاف البنادق. وتقوم هذه المجموعات بملاحقة العرب، على خلفية مواقفهم من حرب غزة، و”لديهم رغبة في الانتقام لعدم وجود صورة نصر حقيقي في غزة”، على حد وصف أبو شحادة.
هذا الانتشار الواسع للسلاح بين اليهود المتشددين يثير قلق ومخاوف المجتمع العربي، كما قالت عايدة توما “نشاهد جماعات من اليهود المتشددين يتجولون في الشوارع وهم يحملون السلاح، ويحملون معه كراهية ضد كل ما هو عربي. الواقع أن الإنسان العربي في إسرائيل أصبح مشبوها فقط لكونه عربيا وفلسطينيا. الواقع أن هناك يدا مطلقة للفاشيين واليمنيين لممارسة ما يريدون”.
يشار إلى أن منظمة العفو الدولية أصدرت تقريرا في مطلع العام 2022 قالت فيه “إن إسرائيل تفرض نظاماً من القمع والهيمنة ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها: في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك ضد اللاجئين الفلسطينيين، من أجل مصلحة اليهود الإسرائيليين. ويرقى هذا النظام إلى مستوى الفصل العنصري، الذي يحظره القانون الدولي”.