أيقظوه للاعتقال لا للمدرسة.. الاحتلال يعتقل طفلا ليكون خامس إخوته في سجون إسرائيل

تنهمر دموع “فلسطين”، أم لخمسة أسرى أصغرهم 12 عاما،  وهي تسرد أسماءهم تباعا وفقا لترتيب أعمارهم.

تتذكر الأم المكلومة بأسى لحظات الصباح الأولى وهي توقظ طفلها الصغير المدلل كريم (12 عاما) وهو غارق في سباته لتسلمه إلى مخابرات الاحتلال الإسرائيلي التي أتت لاعتقاله.

تبكي الأم فلسطين، بحرقة وهي تروي أن ابنها كريم سألها ببراءة طفولته إن كان الوقت لا يزال مبكرا ليستيقظ للذهاب إلى المدرسة، مطالبها بالسماح له بغفوة أخرى ولو لدقائق معدودة.

وتقول الأم إنها أخبرته أنه مطلوب القبض عليه ليلحق بأشقائه الأربعة الأكبر منه عمرا وقدرة وفهما لمعاني سياسية حالت طفولته البريئة دون فهمها.

تعدد الأم بحرقة وسط دموعها أسماء أولادها المعتقلين لدى قوات الاحتلال قائلة ” أنا والدة الأسرى الخمسة محمد غوانمة ومصطفى غوانمة ومعتصم غوانمة وعمر المختار غوانمة وكريم أصغرهم  “لتعاودها الدموع مرات لا تنتهي لتمسحها سريعا وتستكمل رسالتها ” أنا بطلب من كل الجهات يطلعوا لي كريم”.

وتستعرض الأم أعمار أولادها القصر قائلة: ” كريم عمره 12 سنة والمعتصم عمره 17 سنة الاثنين قاصرين”، موضحة أن شرطة الاحتلال جاءت لمنزل جدة كريم لاعتقاله فلم تجده بسبب انتقالهم مؤخرا لبيت جديد.

وبعد تهديدات المخابرات الإسرائيلية لأسرة كريم بضرورة تسليمه، اصطحب والد كريم نجله الصغير – وسط تساؤلات الطفل وبكائه” على وين أنا رايح “- إليهم لتسليمه.

وتضيف أنها حاولت طمأنة الطفل القلق جراء الصدمة التي استيقظ على وقعها ومازال في طور استيعابها، موضحة له أن والده سيذهب معه ولن يتركه.

وتتساءل الأم وسط خوفها وقلقها “ليش هذا الولد اللي عمره 12 سنة؟! وتستكمل يعني بدل ما يروح على المدرسة أخذوه اليهود”، مؤكدة بتأثر” الولد راح بدون ما يأكل ولا إشي”، مشيرة إلى أن خوفه منعه من تناول طعامه الصباحي.

وتناشد الأم كل الجهات المعنية بمساعدتها لعودة كريم إلى حضنها، لتقاطعها جدته وسط ذهول يبدو جليا على وجهها: ” كل اللي عنده ضمير حي يطالب بولد صغير عنده 12 سنة”، موضحة أن قوة مكونة من حوالي 100 جندي داهمت منزلهم لاعتقال طفل صغير عمره 12 سنة.

وفي حديث خاص للجزيرة مباشر قال عثمان غوانمة، شقيق كريم الأكبر:”إن قوات الاحتلال داهمت منزلهم الكائن في مخيم الجلزون شمال رام الله لاعتقال شقيقه الطفل كريم، لكنهم لم يجدوا أحدا بسبب انتقال العائلة حديثا للعيش في بيتهم الجديد في قرية جفنة المجاورة”.

وكشف عثمان أن والده تلقى اتصالا هاتفيا من أحد ضباط الاحتلال في تمام الخامسة فجرا يهدده بتسليم نجله الطفل كريم في تمام السابعة صباحا عند بوابة مستوطنة بيت آيل.

ويصف عثمان لحظة إيقاظ شقيقه كريم من نومه ومحاولة العائلة تمهيد هذا الخبر له، وقال: ” كريم في الصف السابع، يستيقظ صباحا ويستعد للذهاب لمدرسته لكن اليوم كان مختلفا فقد كان على كريم الاستعداد للاعتقال”.

لم يكن وقع الخبر على الطفل كريم سهلا وشعر بالخوف والقلق الشديد على حسب قول شقيقه عثمان وحاولت العائلة تهدئته بأن والده سيرافقه، لكن عند وصول كريم ووالده إلى بوابة مستوطنة بيت آيل تم أخذ الطفل من قبل الجيش، ليتم اصطحابه لمركز تحقيق الشرطة، وإجبار الأب على المغادرة فورا.

وقالت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيان لها اليوم الأربعاء، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيليّ، اعتقلت منذ مساء أمس حتّى صباح اليوم الأربعاء (35) مواطناً على الأقل، إضافة إلى أنّ الاحتلال ومنذ مساء أمس، يواصل اقتحام مخيم جنين، وينفذ عمليات تحقيق ميداني مع العشرات من المواطنين، إلى جانب الاقتحامات المستمرة لمنازل المواطنين، يرافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة، ولم يتسن التأكد ممن أبقى الاحتلال على اعتقالهم حتى الآن، ولفتت ، إلى أنّ من بين المعتقلين الطفل كريم غوانمة (12 عاماً) من مخيم الجلزون، وبحسب رواية عائلته: أتصل ضابط المخابرات بوالده وأخبره أن عليه إحضار كريم لتحقيق، أو سيقومون هم بأخذه، ولاحقاً قام والده بتسليمه عند حاجز “بيت إيل” العسكري، وهو شقيق لأربعة أسرى في سجون الاحتلال.

وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر المنصرم، إلى أكثر من (3325)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان