“اعتقلوا أبي وكسروا ظهري”.. طفلة من غزة تصف ما عاشته على طريق النزوح وسط الجثث والدماء (فيديو)

عبّرت طفلة فلسطينية عن حزنها العميق بعد اعتقال جنود الاحتلال الإسرائيلي لوالدها في قطاع غزة بكلمات مؤثرة ومؤلمة رغم صغر سنها.

وقالت الطفلة زهوة لكاميرا الجزيرة مباشر من إحدى خيام النزوح جنوبي قطاع غزة إن “ظهرها انكسر” بعد غياب والدها، مشددة “أبي هو عمودي الفقري وسندي”.

وأوضحت الطفلة الصغيرة أن جنود الاحتلال أخذوا والدها فرج السموني تحت تهديد السلاح بينما كانت تمسك بيده ويمشيان في الشارع، قائلة بصدمة ظاهرة “أخذوه من بين إيديا”.

وقالت زهوة إنها أصبحت تبيع بعض الأغراض بعد اعتقال والدها حتى توفر لقمة عيش لأسرتها وإخوتها الأصغرمنها .

تعدّ الطفلة الصغيرة أيام غياب والدها وقالت إنه اعتقل قبل 14 يوما، مضيفة أن الأسرة سألت الشرطة والصليب الأحمر وأخبروهم أنه سيعود لكنه لم يعد، قائلة أنا “بستناه يرجع”.

قالت زهوة إن اثنين من أعمامها مفقودان أيضا منذ الحرب أحدهم لم يتجاوز عمره 16 سنة. وناشدت جميع الدول والمؤسسات الدولية أن “يساعدوا فلسطين” و”يعيدوا لها أباها” و”يجعلوا الهدنة دائمة”.

انهارت الطفلة الصغيرة وهي تتذكر أن والدها كان يوصيها باستمرار بحفظ القرآن الكريم. وقالت أخت زهوة الكبرى إنها تتمنى أيضا أن يعود والدها وأن يأخذها في حضنه، قائلة “أشعر بالبرد منذ غاب والدي”. ترغب الطفلة في أن تصبح طبيبة وأن يكون والدها معها حتى يفخر بها.

شاهد أطفال فرج السموني جميعهم مشهد اعتقاله على طريق النزوح إلى جنوب قطاع غزة، وقالت الطفلة الصغرى إن جنود الاحتلال صوبوا أسلحتهم تجاه والدها وقالوا له “قف مكانك” ثم أخذوه.

وأفادت الابنة الكبرى بأن طريق النزوح كان مليئا بالجثث والدماء والروائح الكريهة، وأن جنود الاحتلال قتلوا أحد المواطنين أمام أعينهم لأنه رفض الدخول في الصف، وهو مصاب بمرض عقلي.

وصفت صغيرات العائلة التي تتكدس في خيمة نزوح ضيقة، ما شاهدنه من فواجع على طريق النزوح، وقالت طفلة أخرى “شردنا من منازلنا قبل أن نفطر وكان يغمى علينا من الجوع والشمس والمناظر التي نشاهدها، وأبي كان يحملنا على ظهره”.

وقالت إحدى نساء العائلة إن جنود الاحتلال تعمدوا إهانتهم والتنكيل بهم على طريق النزوح، وأفادت بأنهم كانوا يسبّون النساء بكلمات بذيئة وينزعون عن الرجال ملابسهم كاملة أمام الجميع.

وتابعت النازحة أن جنود الاحتلال كانوا يهددونهم طول الطريق ويقولون لهم “سننتهي من الشمال ونلحقكم إلى الجنوب”، مؤكدة أن كل من كان يخرج عن الصف يُقصف على الفور ويُترك وهو ينزف إلى أن يموت.

وأكدت العائلة أن طريق النزوح الذي ادعى الاحتلال الإسرائيلي أنه ممر آمن لم يكن آمنا بالمرة وأنهم عاشوا ساعات من الرعب وهم يسيرون فيه. وقالت الطفلة زهوة إن الممر كان “مرعبا ومخيفا” وإنها رأت فيه أشياء لم تكن تتصورها من قبل.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان