بين تحرير ابنها واستشهاد أهلها في غزة.. مشاعر متناقضة لوالدة أسير محرر (شاهد)
اعتادت أمهات المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى التأكيد على أن فرحتهن مجتزأة أمام معاناة غزة، واعتاد المحررون وصف مشاعرهم المتناقضة بين الفرح بنيل الحرية، والأسى لحال غزة.
كان هذا حال السيدة منى الأسطل، والدة الشبل المحرر أحمد العديني، التي تنحدر من غزة وتعيش في قلقيلية بالضفة الغربية.
جسدت والدة الأسير المحرر مشاعر الفلسطينيين المتناقضة، بعدما استشهد 150 من عائلتها بقصف الاحتلال لغزة، واستقبلت ابنها محررًا ضمن الهدنة التي عقدتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال مؤخرًا، بعدما كان مهددًا بحكمٍ يتراوح بين خمس وسبع سنوات.
“لم أستطع النوم أبدًا”
“شعرت بالحزن والخوف والقلق الدائم عليهم، حاولت الاتصال والاطمئنان عليهم يوميًا، لم أستطع النوم أبدًا، وكنت أبقى طوال الوقت متابعة للأخبار”. بهذه الكلمات عبرت والدة المحرر أحمد العديني عن خوفها على أهلها بغزة، بالتزامن مع اعتداءات الاحتلال على ابنها عندما كان أسيرًا.
وأضافت أن فرحتها بالهدنة التي أوقفت الحرب مؤقتا فاقت فرحتها بالصفقة التي جمعتها بابنها قائلة “الصفقة أسعدتني جدًّا بخروج الأسرى من سجون الاحتلال، لكن الأهم أن يوقفوا الحرب. حزينة على أهلي وأهالي غزة”.
وأشارت منى الأسطل إلى تغير حال ابنها -الذي اعتقل في عمر 17 عامًا- بعد تحرره من السجن، وقالت إنه أصبح قليل الكلام.
“مذلّة”
وفي حديث مع الأسير المحرر أحمد العديني عبر الجزيرة مباشر، وصف حالته الصعبة خلال الأيام التي قضاها في سجون الاحتلال بأنها “مذلّة”، قائلًا “في القمعة الأولى جلبوا السجانات النساء لضربنا، ضربوني على وجهي، ومن حاول الدفاع عن نفسه سحبوه ثم أعادوه منهارًا من شدة الضرب”.
وأضاف العديني وهو منهك نفسيًا وجسديًا، أن قوات الاحتلال كانت تختار السجّانين عشوائيًا لضربهم، وتابع “كانوا يجرونهم من أول القسم إلى آخره، ثم يعزلونهم بالزنازين ويوسعونهم ضربًا طالبين منهم أن يرددوا: شعب إسرائيل حيّ”، موضحًا أنهم يعانون من التعذيب وقد تورّمت أطرافهم ولا يستطيعون الوقوف.
ولفت العديني إلى أن أكثر ما كان يستفزه خلال مكوثه في سجون الاحتلال، أنه كان يتم ضربه من قبل نساء شرطيات، مؤكدًا تعمّدهن ضرب المسجونين على رؤوسهم، موضحًا أن من يرفض ذلك أو يرد عليه، يتم عزله وضربه بقسوة.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، هدنة مؤقتة لأربعة أيام تم تمديدها لثلاثة أيام إضافية، من بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب.