بسبب الحرب على غزة.. تركيا تستدعي سفيرها من إسرائيل للتشاور

أعلنت تركيا، السبت، استدعاء سفيرها في تل أبيب شاكر أوزكار طورونلار، إلى أنقرة للتشاور، احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنها استدعت سفيرها في تل أبيب بسبب “عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمطالب وقف إطلاق النار ومواصلته الهجمات على المدنيين”.
وأضاف البيان أن استدعاء السفير التركي جاء أيضا بسبب “عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل دائم ومتواصل، ومع الأخذ بعين الاعتبار الكارثة الإنسانية في غزة”.
ومنذ 29 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف من الفلسطينيين معظمهم مدنيون، وتسببت في وضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.
أردوغان يهاجم نتنياهو
وهاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلا إنه “لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال”.
ولفت الرئيس أردوغان، إلى أن “نتنياهو، هو المسؤول الأول شخصيا” عن الهجمات على غزة، وأن “الداخل الإسرائيلي يشهد حاليا تصريحات مناهضة له”.
وتابع “نتنياهو شخص يثير غضب الشعب الإسرائيلي أيضا، وقد فقدَ دعم مواطنيه ويسعى لحشد دعم للمجازر عبر استخدام تعبيرات دينية”.
وأضاف “نتنياهو لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال. لقد محوناه وألقيناه جانبًا”.
وردًّا على سؤال حول الحراك الدبلوماسي المكثف الذي يقوده لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، أشار أردوغان إلى أنهم عقدوا العديد من اللقاءات في هذا الصدد.
وبيّن أن تركيا ستشارك في قمة منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة السعودية الرياض، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال في ذات السياق “لدينا أيضا زيارة لأوزباكستان خلال الأسبوع المقبل. إنها زيارات مهمة في وقت حرج للغاية. سيأتي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى تركيا نهاية الشهر الجاري، وسنلتقي به”.
وأردف “أولي أهمية لقمة منظمة التعاون الإسلامي بالرياض. سنضغط من أجل وقف إطلاق النار”.
ولفت أردوغان، إلى أنه يسعى “لوقف إراقة الدماء” عبر عقد لقاءات مع الجميع “ستستمر في الأيام المقبلة أيضا”.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي “العاجز عن كبح نهج إسرائيل الخارج عن القانون، يتجاهل في المقام الأول مبادئه”.
وتابع “وكأن تجاهلهم المجزرة التي يتعرض لها الفلسطينيون لا يكفي، فهم يدخلون في سباق معانقة مع إسرائيل ويشجعونها على قتل المزيد من الأطفال”.
وقال “الدول الغربية التي تحني رؤوسها عند تذكيرها بالمجازر السابقة التي غضوا الطرف عنها، ستنسحق تحت عار مواقفها حيال مجازر غزة”.
وتساءل أردوغان “نصرخ أين العدالة؟ أين المنظمات الدولية التي أنشئت لحفظ السلام؟ أين المدافعون عن حقوق الإنسان؟”.
ولفت إلى أن “المأساة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة غزة، كانت على جدول أعمال قمة منظمة الدول التركية”.
وأردف “لقد تبادلنا وجهات النظر حول كيفية وقف إراقة الدماء والمساهمة في السلام الدائم”.
تركيا دولة ضامنة
وجدد تأكيده أن تركيا يمكنها أن تلعب دور دولة ضامنة في غزة، في إطار آلية الضامنين التي اقترحتها أنقرة.
وقال أردوغان “إذا كانت اليونان دولة ضامنة في قبرص، وبريطانيا كذلك، وتركيا أيضا دولة ضامنة بطبيعة الحال، فلماذا لا تكون هناك آلية مماثلة في غزة”.
وتابع “علينا في تركيا أن نتولى دورا رياديا بهذا الشأن، وسيكون هذا تطورًا من شأنه رسم معالم التاريخ والحاضر والمستقبل”.
وأشار الرئيس أردوغان، إلى مرور نحو شهر على بدء الهجمات، وقال “في الوقت الحالي، نرى أن التطورات ستحرك الوضع بشكل أكبر ضد إسرائيل”.
ولفت إلى أن “إسرائيل لم تتخذ هذه الخطوة الوحشية اعتمادا على قوتها فقط، بل على الدعم الغربي أيضا”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة، ينبغي تقييمها باعتبارها جزءا من الغرب”. وتابع “الغرب كله، وخاصة الولايات المتحدة، يقف حاليا إلى جانب إسرائيل”.
وشدد أردوغان على رغبة تركيا “في رؤية غزة منطقة تنعم بالطمأنينة، وجزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقلة ذات التكامل الجغرافي، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف “كل جهودنا منصبة من أجل غزة وفلسطين تنعم بالطمأنينة، حيث لا يتعرض الناس للقتل، أو التهجير، ولا تُقصف المستشفيات والشوارع والمدارس ودور العبادة”.
وقال الرئيس أردوغان، إنه أبلغ جميع القادة الذين تحدث معهم بأنه “ما لم يتم إحلال سلام عادل ودائم في المنطقة فإنها لن تنعم بالهدوء”.
ولفت إلى أنه “حتى الدول التي تغض الطرف عن مجازر إسرائيل وتقف خلفها، ولا تتورع عن انتهاك القيم التي تدافع عنها، تدرك ذلك أيضا”.
وأكد أردوغان، دعم تركيا المبادرات التي تجلب الاستقرار والسلام للمنطقة، ورفضها محاولات سحق الفلسطينيين قائلا “لا ندعم المخططات التي تستهدف حياة الفلسطينيين وتسعى لإزالتهم من مسرح التاريخ”.
وأضاف “الصيغ التي من شأنها أن تجعل إسرائيل، التي تقتل المدنيين دون أن يرف لها جفن، وتمطر القنابل على الأطفال الرضع، والجرحى في المستشفيات، أكثر تهورا، ليست حلا بالنسبة لنا، بل هي سبب غياب الحل”.