نظرات قلقة وإيماءات حذرة.. الحرب في عيون أطفال غزة (فيديو)
بعيون قلقة وإيماءات حذرة، يتابع أطفال غزة العدوان على طفولتهم وبيوتهم، ورغم محاولاتهم التغلب على تأثير الحرب في نفوسهم فإن الخوف يملأ قلوبهم الغضة.
والتقت كاميرا الجزيرة مباشر، أطفالا من غزة، قابلتهم وحاورتهم حول النزوح والخوف واليوم الدراسي، وأخيرا محاولة استشراف المستقبل المجهول.
“ما قلّ ودلّ”
كانت إجابة أطفال غزة، ما قلّ من الكلمات وما دلّ على التأثير العميق للحرب في قلوبهم وعقولهم، في حوار حول النزوح والخوف والدراسة والمستقبل المجهول.
تحكي الطفلة سلوى شحادة رحلة نزوحها وتقول “شردنا مرتين، مرة على بيت سيدي ومرة على المدرسة”، وتوضح أن الخوف صار يملأ قلبها من الصواريخ قائلة “بخاف من الصواريخ، الدبابة، من اليهود يقصفونا من أي إشي خايفة كثير مش قادرة أوصف لك وش صار يتغير”.
وتروي سلوى ابنة الـ11 ربيعا ذكرياتها عن المدرسة باكية “كنا عم ندرس ونقرأ، قطعوا الامتحانات كل إشي”.
“سقطت الصواريخ”
أما رحلة نزوح الطفل خالد أبو حجر فكانت مختلفة، فقد سقطت الصواريخ على منزل مجاور لمنزل أسرته؛ مما تسبب في إلحاق الضرر بهم، ووصف المشهد قائلا “كل الحجارة علينا، وابن عمتي استشهد، استنيت كل الحجارة تيجي عليا وبعدين طلعت”.
وقال إن العديد من رفاق اللعب والدراسة من جيرانه استشهدوا، ويصف ما ينتابه من خوف بسبب الحرب “كنت قبل ما خافش، لما انقصفت فوقنا الدار وكل إشي خلاص الواحد بيخاف”.
وبسؤاله عن أمنياته قال الطفل خالد الذي يبلغ 12عاما إنه “يلعب مثل الأطفال اللي خارج غزة”، وإنه يهوى لعب كرة القدم، ويأمل انتهاء الحرب حتى يلعب مع رفاقه.
أما الطفل قصي صالحة فقد نزح ماشيا ليلا وحافيا، وقال إنه كان يشعر بالبرد ويحمل حقائب ثقيلة على ظهره واصفا رحلة النزوح بقوله “صرنا نجري ما كناش عارفين راسنا من رجلينا، الناس كلها كانت فوق بعض وبتجري، وكل شوية نقع واحنا بنجري”.
وعن مشاعر الخوف يقول قصي ذو الـ10 سنوات “حسيت حالي أغمي عليّ، صار قلبي يضخ دما، كأني نزلت من السماء إلى الأرض”، وأكد أنه يفضل النوم في العراء خوفا من قصفه في التجمعات لأن الاحتلال يستهدف التجمعات، وقال ببراءة طفولية “مستحيل يضيعوا صاروخ حقه 36 ألف دولار عليّ لحالي”.
ويتذكر صالحة ذكرياته مع الدراسة “كنت أطلع الثاني على المدرسة”، ويقول بحسرة إن “الحرب قضت على كل شيء” داعيا الله أن تتوقف الحرب وتتحرر فلسطين.