“احنا ضيوف الرحمن”.. مسجد في رفح يصبح الملاذ الأخير لعشرات النازحين في غزة (فيديو)

تقطعت بهم سٌبل الحياة، وأُغلقت في وجوههم كافة الطرق، ليبقى فقط بيت الله هو المأوى الوحيد لهم، إذ امتلأت مراكز النزوح عن بكرة أبيها، بسبب كثرة النازحين من شمال غزة إلى جنوبها.

مسجد السلام برفح، فتح أبوابه لعشرات النازحين من الرجال والنساء والأطفال، ليحميهم من برودة الطقس، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وانعدام مقومات الحياة.

قالت إحدى النازحات من حي الشجاعية بصوت مختنق “نزحنا من الشجاعية لتل الهوا ثم لخان يونس وبعدها مدينة رفح، جئنا لبيت الله، إحنا ضيوف الرحمن”، وعبرت عن حسرتها بعد الخذلان الذي تعرض له أهالي غزة خلال هذه الحرب المدمرة التي أفقدتهم كل عزيز وغال.

وأوضح محمد عدنان الذي نزح من مدينة خان يونس، أن دبابات الجيش الإسرائيلي حاصرتهم لمدة يومين داخل مدرسة فاروق الأغا، ثم أطلقوا القذائف بشكل مكثف على المدرسة التي كانوا يسكنون بها، ما أجبرهم على مغادرة خان يونس والنزوح لمدينة رفح.

وأضاف “على مدار يومين ظللنا نتنقل بين المدارس المختلفة، لكن من شدة الاكتظاظ لم نجد مأوى، لجأت إلى معبر رفح مع أطفالي ومن شدة البرد، لم نجد مكانا إلا بيت الله مسجد السلام”.

من جانبها عبرت أم محي عبيد عن غضبها الشديد بعد عجزها عن توفير مأوى لعائلتها، مردفة “نزحنا حوالي 4 مرات، ذهبت لأشخاص عدة ولم يستقبلونا، نمت بالشارع، ولكن الحمد لله فُتح باب الله بوجوهنا”.

وحول رحلة النزوح قالت “ما حدث معنا شيء لا يصدق.. الاحتلال دمر كل شيء، قتل كل ما يتحرك، رأيتُ جثث الناس وهي ملطخة بالدماء ويخرج منها الدود”.

أما نعيم الباز والذي أصبح من سكان مسجد السلام، فقد عبر عن أمنيته في العودة إلى منزله وأن يجده لم يهدم، واستدرك “البيوت كلها هُدمت لكن أتمنى أن أجد بيتي صامدا كصمود الفلسطينيين”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان