كانت جسرا صوتيا لأطفال الصم والبكم.. الصغيرة “حلا” تروي قصة استشهادها بالذكاء الاصطناعي (فيديو)
ختمت حلا رسالتها من العالم الافتراضي: هل العالم أيضًا أصمّ؟ هل ستصلح معه لغة الإشارة إن لم تنجح دماؤنا المراقة في تبليغ الرسالة؟

أحيا نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، قصة الطفلة الفلسطينية حلا أبو سعدة (13 عامًا) التي استشهدت جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتحدثت حلا، التي كانت جسرًا صوتيًّا لعالم أطفال الصم والبكم لإتقانها لغة الإشارة، عن اجتهادها رغم صغر سنها في التطوع والتعلم السريع من أجل إسعاد الأطفال الذين فقدوا أسماعهم، وحكت قصة استشهادها المأساوية.
حُرمت بهجة الطفولة
وقالت حلا “كان عمري 13 عامًا، قبل أن تتدخل مقاتلة إسرائيلية وتضع حدًّا لنهاية عمري، ولدت في مخيم جباليا -شماليّ قطاع غزة- عام 2011، وقبل أن أكمل عامي الثالث، وضعت مقاتلة إسرائيلية أخرى حدًّا لعمر أبي في هذ الحياة، فكانت البداية أن حرمني الاحتلال أنا وأشقائي من بهجة الطفولة وفرحتها”.
وأضافت “نشأت في مخيم جباليا، والتحقت بإحدى مدارس المخيم، أحببت فنّ التصوير والتمثيل وكنت شغوفة للغاية بالدبكة الفلسطينية، فكان ذلك سببًا في تطوعي رغم عمري الصغير في (مؤسسة تامر)، وهي مؤسسة غير ربحية تهتم بالتعليم المجتمعي وتوفير وسائل تعليم جديدة ومبتكرة للمساهمة في التغلب على الواقع الصعب الذي تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي”، مشيرة إلى أنها بالفعل ترجمت أغنيتين وحققت انتشارًا كبيرًا.
حلا أبو سعدة.. واحدة من الأطفال الغزيين الذين طال القصف الإسرائيلي الوحشي فقتلها إلى جانب أفراد من عائلاتها#رقمي #حرب_غزة pic.twitter.com/JWc2RI9ZzO
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 21, 2023
وحول تفاصيل استشهادها، قالت “في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ألقت طائرة إسرائيلية نيرانها على العديد من منازل المخيم؛ مما تسبب في مذبحة راح ضحيتها العشرات، كنت أنا ووالدتي وأشقائي الأربعة من بينهم، لتكون النهاية لنا جميعًا”.
“هل العالم أصمّ أيضًا؟”
ووجهت الطفلة من عالمها الافتراضي نقدًا إلى المجتمع الدولي قائلة “على مدار عمري القصير اجتهدت كثيرًا لأكون بمثابة حاسّة السمع لهؤلاء الأطفال، الذين حرموا من نعمة السمع، أردت أن يشاركونا مشاعرنا وتفاعلنا مع ما يدور حولنا”.
وتابعت “لذلك أتقنت لغة الإشارة، ونجحت بها في دعم الأطفال ممن يعانون الصمم، لكن هل العالم أيضًا من حولنا مصاب بالصمم؟ ما الذي يجب أن نفعله كي يدرك العالم حجم ما نتعرض له في فلسطين وخاصة في غزة، هل ستصلح معه لغة الإشارة إن لم تنجح دماؤنا المراقة في تبليغ الرسالة؟”.