“التضامن غالي الثمن”.. هؤلاء تعاطفوا مع غزة ففقدوا وظائفهم (صور)
كثير من الصحفيين والمؤثرين والكتاب تضرروا أو فقدوا وظائفهم فور إعلانهم التضامن مع غزة

بينما تتجه أنظار العالم لمتابعة الحرب المستعرة في غزة، تدور رحى حرب أخرى على وقع غزة بشأن مواقف كثيرة تفتضح فيها مواقف الدول الغربية في تبني الديمقراطية وحرية التعبير.
ووفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يقدمه الغرب بوصفه ركيزة أساسية في حضارته، كشفت الحرب على غزة -حسب مراقبين- مدى هشاشة قيم الحرية والديمقراطية أمام ما يحدث من إبادة جماعية يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
فكثير من الصحفيين والمؤثرين فقدوا وظائفهم فور إعلانهم التضامن مع غزة وضحاياها منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية عليها.

ستيف بيل
رسام الكاريكاتير البريطاني ستيف بيل، فقد وظيفته في صحفية “غارديان” البريطانية بعد عمله فيها لمدة 4 عقود، بسبب رسمه كاريكاتيرًا يظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يُجري عملية جراحية لنفسه على بطنه برسم شكل يشبه خريطة غزة مع عبارة “سكان غزة غادروا حالًا”، ولم يقدم بيل اعتذارًا للصحيفة إزاء القرار التعسفي بفصله، كما رفض حذف رسمه، مؤكدًا أن طرده من عمله يتنافى مع حرية التعبير.

مهدي حسن
أما المذيع الأمريكي البريطاني مهدي حسن، فقد دفع ثمن تضامنه مع غزة، إذ قامت شبكة “إم إس إن بي سي” بإلغاء برنامج حواري له، وكان حسن قد أعلن تضامنه الكامل مع القضية الفلسطينية، وانتقد بشكل حاد الهجمات الإسرائيلية التي تدعمها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على قطاع غزة.

وزعمت الشبكة الأمريكية، بعدما ألغت برنامج حسن الحواري، أنها تريد تقليص النفقات والاكتفاء به محللًا سياسيًّا فقط، رغم خبرته الكبيرة واحترافه العمل الإعلامي.
زينب الغزوي
الأمر لا يختلف كثيرًا عما حدث مع الصحفية الفرنسية من أصول مغربية، زينب الغزوي، إذ سحبت منها منطقة “إيل دو فرانس” في فرنسا جائزة “سيمون فايل” التي نالتها عام 2019، بعدما نشرت بيانًا على منصة “إكس” تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قصفها لغزة، مشبهة إياه “بالهولوكوست”.

زهراء الأخرس
أما الصحفية الفلسطينية زهراء الأخرس فقد أعلنت في مقطع فيديو عبر حسابها على إنستغرام، طردها من شبكة “غلوبال نيوز” الكندية، بعد إعلانها تأييد القضية الفلسطينية على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد اعترضت الشبكة الكندية على منشورات زهراء التي تضمنت صورًا ومقاطع للمجازر الحاصلة في غزة ووصفتها “بالمزعجة”، وأشارت الشبكة إلى أن المشكلة تكمن في “تعبير زهراء عن معتقداتها الشخصية، ومعارضتها للعمليات التي ترتكبها إسرائيل بحق غزة”.
يارا جمال
وفي كندا أيضًا، أقيلت الصحفية الكندية من أصول فلسطينية يارا جمال من عملها في قناة “سي تي في نيوز”، لحديثها عن المجازر الحاصلة في قطاع غزة على حساباتها الشخصية، إضافة إلى ادعاء حساب على منصة إكس مختص بمطاردة المناصرين لفلسطين، واصفًا الصحفية بأنها “معادية للسامية”، مما عجّل بطردها من عملها.

جاكسون فرانك
وقد أقيل الكاتب الأمريكي جاكسون فرانك من عمله في شركة “فيلي فويس” للنشر والتسويق الرقمي، بعد انتقاده بيانًا أصدره فريق فيلادلفيا الأمريكي لكرة السلة، جاء فيه “دعم الفريق للكيان الصهيوني ووصف حماس بالإرهابيين”.

ونشر فرانك عبر حسابه على منصة إكس تضامنه مع الشعب الفلسطيني بتغريدة كتب فيها “هذا البيان مقرف، التضامن مع فلسطين دائمًا”، مما دفع رئيسه التنفيذي في “فيلي فويس” إلى إقالته.
مايكل آيسن
كما طُرد الأمريكي مايكل آيسن من عمله رئيسًا تحريريًّا في مجلة “إي لايف”، بعد مشاركته مقالًا ساخرًا عبر حسابه على منصة إكس عن امتناع شهداء غزة عن إدانة هجمات حماس على إسرائيل، وتعبيره عن حزنه على أهالي غزة الذين يرى أنهم لا يستحقون عيش ما يمرون به من مآس ومعاناة خلال الحرب الجارية عليهم.

ليز ماغيل
بينما أقيلت ليز ماغيل رئيسة جامعة بنسلفانيا، وتعرضت لانتقادات كثيرة بعد تصريحها في جلسة الكونغرس الأمريكي، التي دافعت فيها عن حرية التعبير بشأن تزايد معاداة السامية داخل الحرم الجامعي، بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مالكوم أوهانوي
من جانبه، طُرد المذيع الألماني مالكوم أوهانوي من عمله في الإذاعة البافارية الألمانية Bayerische Rundfunk، بعدما دافع في تدوينة له على منصة إكس عن الفلسطينيين.
وقال أوهانوي في تدوينته “عندما تُقطع ألسنة الفلسطينيين بشكل ممنهج، كيف يمكنهم الاعتماد على الكلمات للدفاع عن أنفسهم؟”، وبعد هذه التغريدة قررت الإذاعة الاستغناء عن خدماته ومنعه من الظهور على شاشتها.

ولم تكن هذه الإذاعة الوحيدة التي أوقفت العمل مع الصحفي والمذيع ذي الأصول النيجيرية وتبرأت من تصريحاته، إذ كان أوهانوي متعاقدًا مع شبكة ARTE الألمانية في الوقت ذاته، وأقالته بعد تغريدته، وطلبت منه القناتان حذف أي صور له يظهر فيها شعاراهما.
إيلان بابيه
أما بالنسبة للمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، فقد سحبت دار النشر الفرنسية “فايارد” من الأسواق كتابه “التطهير العرقي في فلسطين”، الذي يُعَد أحد أهم الكتب عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ويكشف كتاب بابيه أن قيام دولة إسرائيل استندت إلى عملية “تطهير عرقي” ممنهجة للشعب الفلسطيني في نكبة 1948، مؤكدًا أن النكبة مستمرة فيما يُمثل حالة من “الإبادة الجماعية”.
وزعمت دار النشر التي تساند بقوة الحركة الصهيونية أن حق استغلال الكتاب قد نفد هذا العام، رغم ارتفاع مبيعاته بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر الماضي.

سحب جوائز
أما ماشا جيسين المؤرخة والكاتبة الصحفية الروسية-الأمريكية، فقد تراجعت مؤسسة “هاينريش بول” الألمانية عن منحها جائزة “هانا أرندت” للفكر السياسي، بعد نشرها مقالًا بعنوان “في ظل الهولوكوست” بمجلة “نيويوركر”، تنتقد فيه موقف وسياسة ألمانيا تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

والحال ذاتها للروائية الفلسطينية عدنية شبلي، إذ ألغت الجمعية الأدبية الألمانية الحفل التكريمي لكتابها “تفصيل ثانوي”، وقررت الجمعية عدم تسليمها جائزة “ليبتروم” بسبب “الحرب التي بدأتها حماس على إسرائيل”.

وتتحدث شبلي في روايتها عن أحداث حقيقية حصلت بعد نكبة 1948، وعن حقيقة التنظيمات وعمليات الاغتصاب والقتل التي ارتكبها عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.