حي الشجاعية.. مفتاح صمود غزة وعقدة إسرائيل التي كسرت لواء “النخبة” مرتين (فيديو)

يُعَد الحي البارز “مصنع” قادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة

يحمل كل حي في قطاع غزة بين طياته تاريخًا طويلًا من التضحيات في إطار مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكن لحي الشجاعية مكانة خاصة، إذ يقف شامخًا وشاهدًا على الكثير من الحروب التي مرت على المنطقة، بدءًا من الحروب الصليبية، مرورًا بالحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى الحروب الإسرائيلية على غزة.

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء الماضي، بمقتل 9 عسكريين في المعارك في غزة، بينهم قائد كتيبة بلواء غولاني، وذلك في كمين نصبته المقاومة في حي الشجاعية.

لم تكن هذه العملية الأولى للمقاومة في حي الشجاعية خلال هذه الحرب، إذ سبقتها عمليات نوعية أخرى أوقعت عددًا من القتلى والجرحى بصفوف قوات الاحتلال.

ومن عام 2003 وحتى اليوم، يرتكب الجيش الإسرائيلي العديد من المجازر في حي الشجاعية، غالبيتها بالقصف الجوي، لكن ذلك لم يُثن الحي التاريخي عن الاستمرار في المقاومة.

وفي حرب عام 2014، تمكنت المقاومة في اليوم الثاني من التوغل البري للاحتلال، إذ قصفت ناقلة جند مدرعة وقتلت 7 جنود كانوا بداخلها، وسحبت رفات أحد الجنود ولا تزال لديها حتى الآن، كما نصبت كتائب القسام 3 كمائن متتالية في حي الشجاعية أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال.

المفتاح الشرقي لقطاع غزة

ويُعَد حي الشجاعية أحد أكبر أحياء شمالي قطاع غزة، ويُعَد المفتاح الشرقي للقطاع، ويعود اسمه إلى الشهيد “شجاع الكردي” الذي استشهد في معركة غزة الكبرى بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239م.

“النواة الصلبة لحركة حماس”

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ضابط كبير في لواء غولاني، لم تذكر اسمه، أن “حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضعت أقوى كتيبة لها في الشجاعية. المسلحون الذين وُلدوا ونشؤوا في الحي مرتبطون به ولن يهربوا، ومن الناحية العملية، سنحتاج إلى نحو 6 أشهر لتطهير الشجاعية بالكامل”.

وفي تحليل للمحلل العسكري الإسرائيلي رون بن إيشاي للصحيفة ذاتها، فإن العديد من الفخاخ المتفجرة والعبوات الناسفة في حي الشجاعية ألحقت “خسائر فادحة” بصفوف الجيش الإسرائيلي.

بدورها، قالت قناة (كان) التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية في تعليقها على معركة الشجاعية “نرى أنه بعد معركة الأربعاء -التي سقط فيها عدد من الجنود- أن ذلك الحي لا يزال يُمثل نواة صلبة لقوة حماس، المقاومة التي لا تزال توجد فيه بشمالي القطاع”.

وأضافت “لا يزال حي الشجاعية الرمز والنواة الصلبة لحماس منذ أيام الجرف الصامد (حرب 2014)”. وتابعت أنه رغم مقتل قائدَي كتيبة الشجاعية بفارق أسبوع واحد “فإن ذلك لم يكسرهم، وقد حاولوا في الجيش الإسرائيلي كسر معنويات هذه الكتيبة حتى قبل العملية البرية، لكنهم لم ينجحوا للأسف”.

ويعلن الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي سقوط قتلى وجرحى في صفوف قواته خلال المعارك الدائرة في محاور مختلفة بقطاع غزة خاصة بحي الشجاعية ومخيم جباليا ومدينة خان يونس، في حين تؤكد المقاومة أن عدد ما يقتلونه من الجنود أكثر مما يعلنه الاحتلال.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان