“صوت الزنانة لسه في ودانّا. لحظات صعبة عايشتها عائلة ناجية من الحرب في غزة (فيديو)

الأم: كنت حاطة أطفالي بحضني وكانوا يرتجفوا من الرعب، هي حرفياً حرب إبادة للأطفال والنساء

بصوت مليْ بالألم والحسرة بدأت الأم الفلسطينية رفاء الخالدي حديثها مع الجزيرة مباشر، حول رحلة نجاة عائلتها من العدوان الإسرائيلي على غزة.

وتروي رفاء “كأم فلسطينية كانت الحرب شديدة للغاية على عائلتي، وكل العائلات الفلسطينية”، مشيرة إلى اضطرارها للنزوح مع عائلتها الكبيرة من منطقة النصر إلى مخيم النصيرات بعد إمطارهم بالمنشورات من قبل قوات الاحتلال التي تطالبهم بمغادرة المنطقة.

وأردفت “توجهت إلى النصيرات على أساس أنها مكان آمن، إذ لدي 9 أحفاد إلى جانب بناتي، وزوجات أبنائي، المسؤولية كانت صعبة للغاية، كيف بدي أحميهم!”.

ولفتت الأم المكلومة إلى قسوة الحرب على غزة، وصدمتها لحظة وصولها لمخيم النصيرات بسبب شدة القصف والأحزمة النارية، قائلة “كنت حاطة أطفالي بحضني وكانوا يرتجفون من الرعب، هي حرفياً حرب إبادة للأطفال والنساء”.

واستدركت “استشهدت ابنتي وأصيبت ابنتها إصابة بليغة في العين، وحتى هذه اللحظة ما زال ابني المصاب يقبع في مشافي غزة بسبب سوء إصابته، اضطررت لتركه وغادرنا”.

وخلال فترة نزوحها من مكان لآخر سعت الأم رفاء إلى توفير مقومات الحياة الأساسية لعائلتها، موضحة إصابتهم بالجفاف الحاد، ومرضهم بسبب عدم توفر المياه والطعام، في مختلف أماكن النزوح.

وعايشت رفاء تجربة نزوح مريرة عبر مناطق عدة في غزة، ولكن في كل مكان كانت تفقد شخصا من عائلتها ، فوصلت إلى كندا، وهي تاركة ابنتها الشهيدة وابنها المصاب بجروح خطرة.

وحول رحلة المغادرة إلى كندا، أكدت الأم أنها كانت أشبه بالموت المحقق، بسبب شدة القصف الإسرائيلي بكل مكان على أرض غزة، ورغم خروجها من غزة ما زال طنين صوت الطائرات الزنانة يضرب في آذانهم.

وأجهشت الأم والجدة بالبكاء “أتمنى أرى بلدي مكان آمن، فغزة جميلة وتستحق الحياة”.

أسرة فلسطينية تمكنت بصعوبة من الفرار من الجحيم في غزة إلى كندا
أسرة فلسطينية تمكنت بصعوبة من الفرار من الجحيم في غزة إلى كندا (الجزيرة مباشر)

أما ابنتها ياسمين الخالدي فقالت للجزيرة مباشر وهي تحت تأثير الصدمة” كنا ننام وعارفين انو ماحيطلع علينا النهار، نستغرب انو طلع علينا واحنا لسه عايشين، كنا نتمنى الموت ألف مرة ولا نعيش اللي عشناه”.

خسارة منزل الأحلام

وعبّر الدكتور ناهض الخالدي عن حزنه الشديد بعد خسارته لمنزل أحلامه الذي قضى 60 عاماً من حياته يجمع أموال، وقال “عشنا في غزة عشرات السنين، تمكنت بعد جهد كبير، وقروض أكبر من البنوك، ببناء بيتي المكون من 6 شقق لي ولأولادي، واعتقدت للحظة أننا سنعيش حياة مستقرة”.

ووصف الخالدي صعوبة اللحظات التي مرت عليه إثر قصف وتدمير منزله، واستشهاد ابنته الطبيبة التي كانت على موعد مع مناقشة رسالتها للماجستير في غضون أسبوعين بالقاسية والصعبة عليه ” وكأن العالم توقف لديه”.

واستطرد ” لا قادرين نعيش في غزة ولا قادرين نطلع من غزة” مؤكداً على قصف كل بيت نزح إليه في غزة.

وتحدث الأب، الذي يعمل أستاذاً جامعياً منتدبا في كندا، عن صعوبة اتخاذ قرار مغادرة غزة وترك ابنه المصاب، في محاولة لإنقاذ باقي أفراد العائلة الذين تتنوع مصائبهم بين مصاب ومشوه.

وعبّر الخالدي بأسى عن عجزه عن اصطحاب والدته المسنة معه إلى كندا وتركها في غزة رغم وضعها الصحي المتأزم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان