“لم أر عائلتي منذ بدء الحرب”.. طبيب يروي للجزيرة مباشر قسوة العمل داخل مستشفيات غزة (شاهد)

الدكتور صلاح الجعبري: حتى في وقت الهدنة لم أغادر المستشفى ولم أذهب إلى بيتي

يعمل الأطباء والكوادر الطبية داخل مستشفيات قطاع غزة في ظروف بالغة القسوة، فرغم دوي القصف الإسرائيلي الذي لا يهدأ والاستهداف المتعمد من قبل الاحتلال للمدنيين، فإنهم ما زالوا مستمرين في أداء عملهم بكل ما أوتوا من قوة مع شحّ الوسائل والإمكانيات.

الجزيرة مباشر التقت أحد هؤلاء الرجال وسلطت الضوء على جانب من قصص الصمود التي ربما لا يعرف الكثيرون عنها إلا القليل. الطبيب صلاح الجعبري الذي يعمل في المستشفى الكويتي برفح جنوبي القطاع، حكى بعضًا مما يلاقيه.

“تتقطع قلوبنا”

وقال الجعبري “ما زلنا نخدم أهلنا من الجرحى والمصابين في قطاع غزة، ونستقبل آلاف الحالات يوميًّا، وأنا منذ 71 يوما لم أر عائلتي وقد اشتقت لها كثيرًا، فمع كل ضربة صاروخ وكل قصف لطيران الاحتلال تتقطع قلوبنا ونحن ننتظر وصول سيارات الإسعاف لنرى من هم المصابون؟”.

وعن مشاعره التي يحس بها إزاء هذا السيل المتدفق أمامه من المصابين يوميًّا، قال “شعور لا يوصف ونحن نرى كل هذه الحالات القادمة إلى المستشفى، بعضها مصاب بقنابل فوسفورية، وبعضها مصاب بحروق بدرجات متفاوتة وأحيانا تمر أمامي حالات لا أستطيع تقديم شيء لإنقاذها بسبب نقص الإمكانيات والمعدات، لدرجة أننا قد نضطر في بعض الحالات لإجراء عمليات جراحية أساسية بدون تخدير”.

وأضاف “الوضع الصحي عندنا صعب جدًّا ولا يمكن وصفه، نحن نعاني من نقص الوقود لتشغيل المستلزمات الطبية والأجهزة، بل حتى الوقود اللازم من أجل سيارات الإسعاف التي تقوم بنقل المصابين يكاد يكون غير موجود”.

“نحن شعب يطلب السلام”

وتابع “نسأل الله أن يحفظ أهلنا جميعا وأن تنتهي هذه الحرب، فنحن شعب يطلب السلام ولكن فُرضت علينا هذه الحرب، بل وحتى في وقت الهدنة لم أغادر المستشفى ولم أذهب إلى بيتي”.

ويواصل الاحتلال قصفه جوا وبرا وبحرا لقطاع غزة منذ 72 يوما؛ مما أسفر عن استشهاد نحو 19 ألف مواطن، وإصابة نحو 60 ألفا آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان