صندوق النقد الدولي يحذر من آثار الحرب في غزة على المنطقة
أعلن صندوق النقد الدولي، أمس الجمعة، أنه يراجع توقعاته الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظل الحرب في غزة.
وجاء في مقال كتبه نائبا المديرة لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى جون بلودورن وتالين كورانشيليان، أن الحرب ستكون لها عواقب واسعة النطاق على “الشعوب والاقتصادات” في المنطقة، رغم أن مدى التأثير لا يزال “غير واضح إلى حد كبير”.
ولم يُذكر المقال ما إذا كان سيتم إصدار المراجعات قبل نشر التوقعات القادمة، المقرر نشرها في يناير/كانون الثاني.
وأضاف المسؤولان أن “نزاعا واسع النطاق سيشكل تحديا اقتصاديا كبيرا للمنطقة”، ووجها دعوة للمجتمع الدولي إلى التحرك للحيلولة دون مزيد من التصعيد.
وأكدا أنه في حالة نشوب نزاع واسع النطاق “الأمر المؤكد هو أن التوقعات الخاصة بالاقتصادات الأكثر عرضة للخطر بشكل مباشر سيتم خفضها وأن السياسات الرامية إلى حماية الاقتصادات من الصدمات والحفاظ على الاستقرار ستكون حاسمة”.
انتكاس السياحة
ومن بين القطاعات الأكثر تضررا في المنطقة خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية، قطاع السياحة الذي قال صندوق النقد الدولي إنه مثّل ما بين 35 و50% من صادرات السلع والخدمات في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2019.
وقال المسؤولان في صندوق النقد الدولي إن “الاقتصادات المعتمدة على السياحة مثل اقتصاد لبنان، حيث انخفضت معدلات إشغال الفنادق بنسبة 45 نقطة مئوية في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، ستشهد تأثيرات غير مباشرة على النمو”.
وحذرا من أن ارتفاع المخاطر بسبب الحرب قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، مع ما يترتب على ذلك من آثار غير مباشرة على الاقتصادات المثقلة بالديون.
وفي حال استمرار الحرب، فإن “الدول الهشة التي تشهد نزاعات في المنطقة، مثل الصومال والسودان واليمن، يمكن أن تعاني انخفاضا في تدفقات المساعدات الحيوية، إذا انزاح تركيز المانحين عنها”، وفق جون بلودورن وتالين كورانشيليان.
وأضافا أن تدفقات اللاجئين يمكن أن تزيد أيضا “بشكل كبير”، الأمر الذي يفاقم “الضغوط الاجتماعية والمالية في البلدان التي تستقبلهم”.
استئناف الحرب
واستأنفت إسرائيل قصفها الدامي لقطاع غزة، أمس الجمعة، بعد أن أنهت الهدنة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلة إنها ضربت “أكثر من 200 هدف” في القطاع الفلسطيني المحاصر والمكتظ بالسكان رغم الدعوات الدولية إلى تمديد التهدئة.
وبدأت الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما اخترق رجال المقاومة الفلسطينية حدود الاحتلال الإسرائيلي ودخلوا المستوطنات. وردًّا على ذلك، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء على حماس” وبدأت حملة قصف بلا هوادة للقطاع الفلسطيني.
واستشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني في أنحاء قطاع غزة أغلبهم من النساء والأطفال، 178 منهم استشهدوا أمس الجمعة، وفق وزارة الصحة في غزة.