لوموند: نتنياهو “المهووس بالبقاء” والهروب إلى الأمام في غزة

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “المهووس ببقائه على رأس الهرم السياسي في إسرائيل”، ظل يرفض فكرة دولة فلسطينية ولا يقدم سوى حلول مؤقتة لمستقبل قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم السبت، بتوقيع مراسلها في القدس صموئيل فوري، أنه بعد قرابة الشهرين من حرب مدمرة أسقطت فيها إسرائيل 27 ألف قذيفة وقتل آلاف الفلسطينيين، فإن المحصلة العامة أن نتنياهو فشل في تحقيق الهدف من الحرب والمتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو الذي يحمل الرقم القياسي كأطول رئيس وزراء بقاءً في تاريخ إسرائيل، صمد حتى الآن أمام مطالب الاستقالة التي طالته من الداخل والخارج، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبره على الانحناء، هو خسارة أغلبيته في الكنيست أو تمرد داخل حزب الليكود.
وتوقفت الصحيفة عند جولة نتنياهو الأحد الماضي خلال الهدنة في غزة بجانب الجنود مرتديًا الخوذة والسترة الواقية من الرصاص، مكررا أهدافه الثلاثة في الحرب والمتمثلة في القضاء على حماس، واستعادة جميع الأسرى وضمان ألا تصبح غزة تهديدًا لدولة إسرائيل مجددًا.
وأضافت أنه منذ دخوله معترك السياسة في أوائل التسعينيات، ظل نتنياهو يعارض إقامة دولة فلسطينية لكنه في العام 2009، وتحت ضغط الرئيس باراك أوباما، كان أول زعيم يميني إسرائيلي يقبل علنًا فكرة حل الدولتين لكن بشروط مبالغ فيها لدرجة أن هذا الالتزام فقد كل معنى.
وفي العام 2017، على إثر تولي دونالد ترامب السلطة، الذي كان يعد حينها “صفقة القرن”، أعلن نتنياهو أمام قيادات الليكود أنه لا يرغب سوى في تقديم “دولة قزمية للفلسطينيين”.
وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية المواجهة لنتنياهو بعد هجوم 7 من أكتوبر/تشرين الأول تقوم على التعامل مع حماس باعتبارها “عدواً وجودياً يجب طرده من غزة بأي ثمن”، حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى أشد الحلول راديكالية عبر التقليل من عدد سكان غزة إلى أدنى مستوى ممكن، والنظر في فتح الحدود البحرية للسماح بـ”هروب جماعي إلى الدول الأوربية والإفريقية”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ هذه الخطة عبر عملية نقل قسري جديدة، فبعد إخلاء شمال قطاع غزة من جزء كبير من سكانه، طلب من سكان خان يونس جنوب شرق القطاع بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين إخلاء هذه المنطقة، ما قد يتسبب في خطر تكدس مليوني شخص في رفح، أقصى جنوب القطاع.