“وول ستريت جورنال”: هل يتبنى الغرب معايير مزدوجة في التعامل مع أوكرانيا وغزة؟

أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أنه رغم الاختلافات الكبيرة في ديناميات الصراعين وجذورهما في أوكرانيا وغزة، فإن بينهما أوجه تشابه أساسية خاصة الجانب المتعلق بمعاناة المدنيين والمأزق المشترك الذي يعيشه ملايين الأوكرانيين والفلسطينيين في ظل الاحتلال العسكري.
وأضاف كبير مراسلي الشؤون الخارجية في الصحيفة يوروسلاف تروفيموف في تقرير نشر الجمعة، أنه غالبًا ما يتم التعامل مع الأوكرانيين والفلسطينيين والإسرائيليين على أنهم بيادق في معركة أيدولوجية أكبر بين دول الغرب ومنافسيهم في الشرق خاصة الصين وروسيا، على حد وصفه.
وأشار صاحب المقال إلى أن القادة الغربيين الذين وصفوا استهداف روسيا لمحطات الطاقة وشبكات المياه الأوكرانية بجرائم حرب هم القادة ذاتهم الذين أيدوا التحركات والهجمات الإسرائيلية لحرمان سكان غزة من الكهرباء ومياه الشرب والوقود.
كما لفت إلى وجود حالة كبرى من الاستقطاب العالمي حول من يجب أن يتحمل المسؤولية عن كل حرب على حدة؟ مبرزًا أن الغضب الشعبي والتعبئة السياسية محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا أصبحا خاضعين للولاءات الجيوسياسية في المقام الأول.
ونقلت الصحيفة عن السيناتور كريس كونز عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قوله “لا أتفق مع العديد من الأوصاف التي تؤكد أن الولايات المتحدة لم تكن فعالة في الدعوة إلى إجراءات فعالة في غزة مماثلة للإجراءات التي دعت إليها في أوكرانيا، لكن قادة الحكومات والناس العاديين يصدقون هذه الأوصاف والإجراءات، ولذلك فإن سمعتنا تضررت في دول الجنوب”.
وشدد صاحب المقال على أنه مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، “تستغل الصين وروسيا والأنظمة الاستبدادية في دول الجنوب هذه المأساة بشكل متزايد للمطالبة بأرضية أخلاقية عالية، مما يشكل تحديًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة وحلفائها”.
كما نقلت الصحيفة عن المشرع البريطاني أليكس سوبيل، قوله إن الفرق الرئيس بين الحربين هو “أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بكل تعقيداته، يفتقر إلى الوضوح الأخلاقي الذي تتمتع به المقاومة الأوكرانية لروسيا”.
وأضاف سوبيل “لا يوجد مبرر أخلاقي للغزو الروسي، لأن الأمر يتعلق بالإمبريالية الروسية. أما بالنسبة للصراع بين إسرائيل وفلسطين، فالأمر يتعلق بحقيقة وجود شعبين على مساحة صغيرة جدًّا من الأرض، وأن النخب السياسية والعسكرية على كلا الجانبين غير مستعدة للقبول بما هو معروض”.